9395 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن ابن المهلب ، عن قال : عمران بن حصين بنو عامر أسروا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من ثقيف ، وأخذوا ناقة كانت تسبق عليها الحاج ، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو موثق فقال : يا كانت محمد يا محمد فعطف عليه ، فقال : على ما أحبس وتؤخذ سابقة
[ ص: 207 ] الحاج ؟ قال : " بجريرة حلفائك من بني عامر " ، وكانت بنو عامر من حلفاء ثقيف ، ثم أجاز النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه أيضا : يا محمد فأجابه فقال : إني مسلم ، فقال : " لو قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح " قال : ثم أجاز النبي صلى الله عليه وسلم فناداه أيضا فرجع إليه فقال : أطعمني فإني جائع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذه حاجتك " فأمر له بطعام ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم فادى الرجل بالرجلين الذين أسرا من أصحابه .
قال : فأغار ناس على ناحية من المدينة ، فأصابوا ناقة ، وأصابوا امرأة أيضا ، فذهبوا بهم إلى رحالهم ، فقامت المرأة من بعض الليل إلى إبلهم ، وكانوا يريحونها عند أفنيتهم ، فكلما دنت من بعير لتركبه رغا ، حتى جاءت إلى ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي ناقة ذلول ، فلم ترغ ، حتى قعدت في عجزها ثم صاحت بها قال : ونذر بها القوم ، فركبوا في طلبها ، فنذرت وهي منطلقة ، وهم في أثرها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها قال : فنجت ، فلما قدمت المدينة ، أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل : هذه ناقتك ، جاءت عليها فلانة ، أنجاها الله عليها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة فسألها : " كيف صنعت ؟ " فأخبرته ، فنذرت وهم في طلبي ، إن الله أنجاني عليها أن أنحرها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بئس ما جزيتها إذا لا وفاء لنذر [ ص: 208 ] في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم " .