17701 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير ، حدثني ابن إسحاق ، عن شيخ من عاصم بن عمر بن قتادة بني قريظة : أنه قال : هل تدري عم كان إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هدل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك ؟ فقلت : لا . قال : فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له : ابن الهيبان ، فأقام عندنا ، والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه ، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ، فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له : يابن الهيبان اخرج فاستسق لنا ، فيقول : لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة ، فنقول : كم نقدم ؟ فيقول : صاعا من تمر أو مدين من شعير ، ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقي ، فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب ، قد فعل ذلك غير مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثة ، فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه ، فقال : يا معشر يهود ، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ، فقلنا : أنت أعلم ، فقال : إنه إنما أخرجني أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه ، هذه البلاد مهاجره فأتبعه ، فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود ؛ فإنه يسفك الدماء ، ويسبي الذراري والنساء ممن خالفه ، فلا يمنعكم ذلك منه ، ثم مات . فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة ، قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبابا أحداثا : ابن الهيبان ، قالوا : ما هو ، قالوا : بلى والله لهو يا معشر اليهود ، إنه والله لهو لصفته ، ثم نزلوا فأسلموا ، وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم ، قال : وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين ، فلما فتح رد ذلك عليهم . يا معشر يهود للذي كان ذكر لكم