قوله تعالى : ( واتبعوا ) : هو معطوف على " وأشربوا " أو على " نبذه فريق " .
( تتلو ) : بمعنى تلت ( على ملك ) : أي على زمن ملك ، فحذف المضاف ، والمعنى في زمن .
و ( سليمان ) : لا ينصرف ، وفيه ثلاثة أسباب : العجمة ، والتعريف والألف والنون . وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما ، وكذلك تفعل في الأعلام والأجناس أيضا كقول الشاعر :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء بغض الموت ذا الغنى والفقيرا
ويقرأ بتخفيفها ورفع الاسم بالابتداء ; لأنها صارت من حروف الابتداء .
وقرأ الحسن : ( ( الشياطون ) ) ، وهو كالغلط ، شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح .
: ( يعلمون الناس ) : في موضع نصب على الحال من الضمير في كفروا ; وأجاز قوم أن يكون حالا من الشياطين ، وليس بشيء ; لأن لكن لا يعمل في الحال .
( وما أنزل ) : " ما " بمعنى الذي ، وهو في موضع نصب عطفا على السحر ; أي ويعلمون الذي أنزل ، وقيل هو معطوف على تتلو . وقيل " ما " في موضع جر عطفا على ملك سليمان ; أي وعلى عهد الذي أنزل على الملكين .
[ ص: 85 ] وقيل ما نافية ، أي ما أنزل السحر على الملكين ، أو وما أنزل إباحة السحر ، والجمهور على فتح اللام من الملكين ، وقرئ بكسرها .
و ( هاروت وماروت ) : بدلان من الملكين .
وقيل هما قبيلتان من الشياطين ; فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين ، وإنما يجيء هذا على قراءة من كسر اللام في أحد الوجهين .
( ببابل ) : يجوز أن يكون ظرفا لأنزل . ويجوز أن يكون حالا من الملكين أو من الضمير في أنزل .
( حتى يقولا ) : أي إلى أن يقولا ، والمعنى أنهما يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا ( إنما نحن فتنة ) وقيل حتى بمعنى إلا ; أي وما يعلمان من أحد إلا أن يقولا .
و ( أحد ) : هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم ; كقولك : ما بالدار من أحد ، ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو إنسان . ( فيتعلمون منهما ) : هو معطوف على يعلمان ، وليس بداخل في النفي ; لأن النفي هناك راجع إلى الإثبات ; لأن المعنى يعلمان الناس السحر بعد قولهما . ( ( نحن فتنة ) ) ( ( فيتعلمون ) ) وقيل : التقدير : فيأتون فيتعلمون .
( ( ومنهما ) ) ضمير الملكين ، ويجوز أن يكون ضمير السحر والمنزل على الملكين .
وقيل : هو معطوف على يعلمون الناس السحر فيكون منهما على هذا للسحر والمنزل على الملكين أو يكون ضمير قبيلتين من الشياطين . وقيل : هو مستأنف ولم يجز أن ينتصب على جواب النهي ; لأنه ليس المعنى إن تكفر يتعلموا . ( ما يفرقون ) : يجوز أن تكون : " ما " بمعنى الذي ، وأن تكون نكرة موصوفة ، ولا يجوز أن تكون مصدرية لعود الضمير من : " به " إلى " ما " والمصدرية لا يعود عليها ضمير .
( بين المرء ) : الجمهور على إثبات الهمزة بعد الراء . وقرئ بتشديد الراء من غير همز ، ووجهه أن يكون ألقى حركة الهمزة على الراء ، ثم نوى الوقف عليه مشددا ; كما قالوا : هذا خالد ، ثم أجروا الوصل مجرى الوقف .
قوله تعالى : ( إلا بإذن الله ) : الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ، إن شئت من الفاعل ، وإن شئت من المفعول ، والتقدير : وما يضرون أحدا بالسحر إلا والله عالم به ، أو يكون التقدير : إلا مقرونا بإذن الله . ( ولا ينفعهم ) : هو معطوف على الفعل قبله ، ودخلت " لا " للنفي ، ويجوز أن يكون مستأنفا ; أي وهو لا ينفعهم ، فيكون حالا ، ولا يصح عطفه على ما ; لأن الفعل لا يعطف على الاسم .
[ ص: 86 ] ( لمن اشتراه ) : اللام هنا هي التي يوطأ بها للقسم ، مثل التي في قوله : ( ( لئن لم ينته المنافقون ) ) . و ( من ) : في موضع رفع بالابتداء ، وهي شرط ، وجواب القسم : ( ما له في الآخرة من خلاق ) وقيل : ( من ) : بمعنى الذي ; وعلى كلا الوجهين موضع الجملة نصب بـ ( علموا ) ، ولا يعمل " علموا " في لفظ " من " ; لأن الشرط ولام الابتداء لهما صدر الكلام .
( ولبئس ما ) : جواب قسم محذوف . ( لو كانوا ) : جواب لو محذوف تقديره لو كانوا ينتفعون بعلمهم لامتنعوا من شراء السحر .