قال تعالى : ( في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ( 12 ) فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين ( 13 ) وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ( 14 ) ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ( 15 ) وورث سليمان داود وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ( 16 ) وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ( 17 ) حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ( 18 ) فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19 ) ) قوله تعالى : ( بيضاء ) : حال . و " من غير سوء " حال أخرى . و " في تسع " حال ثالثة ، والتقدير : آية في تسع آيات .
و ( إلى ) : متعلقة بمحذوف ، تقديره : مرسلا إلى فرعون .
ويجوز أن يكون صفة لتسع ، أو لآيات ؛ أي واصلة إلى فرعون .
و ( مبصرة ) : حال ، ويقرأ بفتح الميم والصاد ، وهو مصدر مفعول له ؛ أي تبصرة .
و " ظلما " : حال من الضمير في " جحدوا " ويجوز أن يكون مفعولا من أجله .
ويقرأ : " غلوا " بالغين المعجمة ؛ والمعنى متقارب .
و ( كيف ) : خبر كان ، و ( عاقبة ) اسمها .
و ( من الجن ) : حال من " جنوده " .
و ( نملة ) : بسكون الميم وضمها لغتان .
( ادخلوا ) : أتى بضمير من يعقل ؛ لأنه وصفها بصفة من يعقل .
( لا يحطمنكم ) : نهي مستأنف .
وقيل : هو جواب الأمر ؛ وهو ضعيف ؛ لأن جواب الأمر لا يؤكد بالنون في الاختيار .
[ ص: 279 ] و ( ضاحكا ) : حال مؤكدة . وقيل : مقدرة ؛ لأن التبسم مبدأ الضحك .
ويقرأ " ضحكا " على أنه مصدر ؛ والعامل فيه تبسم ؛ لأنه بمعنى ضحك ؛ ويجوز أن يكون اسم فاعل مثل نصب ؛ لأن ماضيه ضحك ، وهو لازم .
قال تعالى : ( أو ليأتيني بسلطان مبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه ( 21 ) فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ( 22 ) إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ( 23 ) ) قوله تعالى : ( عذابا ) : أي تعذيبا .
( فمكث ) بفتح الكاف وضمها لغتان .
( غير بعيد ) : أي مكانا غير بعيد ، أو وقتا أو مكثا ؛ وفي الكلام حذف ؛ أي فجاء .
و ( سبأ ) : بالتنوين على أنه اسم رجل أو بلد ، وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة .
( وأوتيت ) : يجوز أن يكون حالا ، " وقد " مقدرة ، وأن يكون معطوفا ؛ لأن " تملكهم " بمعنى ملكتهم .
قال تعالى : ( ويعلم ما تخفون وما تعلنون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ( 25 ) ) .
قوله تعالى : ( ألا يسجدوا ) : في " لا " وجهان :
أحدهما : ليست زائدة ، وموضع الكلام نصب بدلا من " أعمالهم " أو رفع على تقدير : هي ألا يسجدوا . والثاني : هي زائدة ، وموضعه نصب بـ " يهتدون " أي لا يهتدون لأن يسجدوا ؛ أو جر على إرادة الجار .
ويجوز أن يكون بدلا من السبيل ؛ أي وصدهم عن أن يسجدوا .
ويقرأ : ألا اسجدوا ، فألا تنبيه ، ويا : نداء ، والمنادى محذوف ؛ أي يا قوم ، اسجدوا .
[ ص: 280 ] وقال جماعة من المحققين : دخل حرف التنبيه على الفعل من غير تقدير حذف ؛ كما دخل في " هلم " .