قال تعالى : ( لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم ) ( 63 ) .
قوله تعالى : ( من ربكم ) : يجوز أن يكون صفة لـ ( ذكر ) ، وأن تتعلق بجاءكم .
( على رجل ) : يجوز أن يكون حالا من ذكر ؛ أي : نازلا على رجل ، وأن يكون متعلقا بجاءكم على المعنى ؛ لأنه في معنى نزل إليكم ، وفي الكلام حذف مضاف ؛ أي : على قلب رجل أو لسان رجل .
قال تعالى : ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك ) ( 64 ) .
[ ص: 431 ] قوله تعالى : ( في الفلك ) : هو حال من " الذين " أو من الضمير المرفوع في معه ، والأصل في ( عمين ) : عميين فسكنت الأولى وحذفت .
قال تعالى : ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون وإلى عاد أخاهم هودا ) ( 65 ) .
قوله تعالى : ( هودا ) : بدل من أخاهم ، وأخاهم منصوب بفعل محذوف ؛ أي : وأرسلنا إلى عاد ، وكذلك أوائل القصص التي بعدها .
قال تعالى : ( أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) ( 68 ) .
قوله تعالى : ( ناصح أمين ) : هو فعيل بمعنى مفعول .
قال تعالى : ( على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم ) ( 69 ) .
قوله تعالى : ( في الخلق ) : يجوز أن يكون حالا من " بسطة " وأن يكون متعلقا بزادكم . والآلاء جمع ، وفي واحدها ثلاث لغات : إلى - بكسر الهمزة ، وألف واحدة بعد اللام ، وبفتح الهمزة كذلك ، وبكسر الهمزة وسكون اللام وياء بعدها .
قال تعالى : ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا ) ( 70 ) .
قوله تعالى : ( وحده ) : هو مصدر محذوف الزوائد ، وفي موضعه وجهان : أحدهما : هو مصدر في موضع الحال من الله ؛ أي : لنعبد الله مفردا وموحدا ، وقال بعضهم : هو حال من الفاعلين ؛ أي : موحدين له . والثاني : أنه ظرف ؛ أي : لنعبد الله على حاله ؛ قاله يونس ؛ وأصل هذا المصدر الإيحاد من قولك أوحدته فحذفت الهمزة والألف وهما الزائدان .
قال تعالى : ( أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ) ( 71 ) .
قوله تعالى : ( من ربكم ) : يجوز أن يكون حالا من " رجس " وأن يتعلق بوقع .
( في أسماء ) ؛ أي : ذوي أسماء أو مسميات .
قال تعالى : ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم وإلى ثمود أخاهم صالحا ) ( 73 ) .
[ ص: 432 ] قوله تعالى : ( آية ) : حال من الناقة ، والعامل فيها معنى ما في " هذه " من التنبيه والإشارة . ويجوز أن يعمل في " آية " " لكم " ، ويجوز أن يكون لكم حالا من " آية " ، ويجوز أن يكون " ناقة الله " بدلا من هذه أو عطف بيان ، و " لكم " الخبر ، وجاز أن يكون " آية " حالا ، لأنها بمعنى " علامة ودليلا " . ( تأكل ) : جواب الأمر . ( فيأخذكم ) : جواب النهي . وقرئ بالرفع وموضعه حال .