قال تعالى : ( وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ) ( 128 ) .
[ ص: 402 ] قوله تعالى : ( ويوم يحشرهم ) : أي : واذكر يوم . أو : ونقول يوم يحشرهم : " يا معشر الجن " . و ( من الإنس ) : حال من " أولياؤهم " . وقرئ " آجالنا " على الجمع . " الذي " على التذكير والإفراد .
وقال أبو علي : هو جنس أوقع الذي موقع التي .
( خالدين فيها ) : حال ، وفي العامل فيها وجهان : أحدهما : المثوى على أنه مصدر بمعنى الثواء ، والتقدير : النار ذات ثوائكم .
والثاني : العامل فيه معنى الإضافة ، ومثواكم مكان ، والمكان لا يعمل .
( إلا ما شاء الله ) : هو استثناء من غير الجنس .
ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين : أحدهما : أن يكون استثناء من الزمان ، والمعنى يدل عليه ؛ لأن الخلود يدل على الأبد ؛ فكأنه قال : خالدين فيها في كل زمان إلا ما شاء الله ؛ أي : إلا زمن مشيئة الله .
والثاني : أن تكون : " ما " بمعنى " من " .
قال تعالى : ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ) ( 130 ) .
قوله تعالى : ( يقصون ) في موضع رفع صفة لرسل ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " منكم " .
قال تعالى : ( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) ( 131 ) .
قوله تعالى : ( ذلك ) : هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : الأمر ذلك .
( أن لم ) : أن مصدرية أو مخففة من الثقيلة ، واللام محذوفة ؛ أي : ؛ لأن لم يكن ربك ، وموضعه نصب ، أو جر على الخلاف . ( بظلم ) : في موضع الحال ، أو مفعول به يتعلق بمهلك .
[ ص: 403 ] قال تعالى : ( وما ربك بغافل عما يعملون ولكل درجات مما عملوا ) ( 132 ) .
قوله تعالى : ( ولكل ) : أي : ولكل أحد . ( مما ) : في موضع رفع صفة لدرجات .
قال تعالى : ( إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين وربك الغني ذو الرحمة ) ( 133 ) .
قوله تعالى : ( كما أنشأكم ) : الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ؛ أي : استخلافا كما . و ( من ذرية ) : لابتداء الغاية . وقيل : هي بمعنى البدل ؛ أي : كما أنشأكم بدلا من ذرية " قوم " .
قال تعالى : ( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ) ( 134 ) .
قوله تعالى : ( إن ما توعدون ) : ما بمعنى الذي . و " لآت " خبر إن ، ولا يجوز أن تكون " ما " هاهنا كافة ؛ لأن قوله لآت يمنع ذلك .
قال تعالى : ( إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ) ( 135 ) .
قوله تعالى : ( من تكون ) : يجوز أن تكون " من " بمعنى الذي ، وأن تكون استفهاما مثل قوله : " أعلم من يضل " .
قال تعالى : ( فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) ( 136 ) .
قوله تعالى : ( مما ذرأ ) : يجوز أن يتعلق بجعل ، وأن يكون حالا من نصيب .
و ( من الحرث ) : يجوز أن يكون متعلقا بذرأ ، وأن يكون حالا من " ما " أو من العائد المحذوف .