فصل [ في أنواع الحذف ] .
الحذف على أنواع :
أحدها : ؛ وهو حذف بعض حروف الكلمة ، وأنكر ما يسمى بالاقتطاع ابن الأثير ورود هذا النوع في القرآن ، ورد : بأن بعضهم جعل منه فواتح السور على القول بأن كل حرف منها من اسم من أسمائه كما تقدم .
وادعى بعضهم أن الباء في : وامسحوا برءوسكم [ المائدة : 6 ] ، أول كلمة بعض ، ثم حذف الباقي ، ومنه قراءة بعضه ( ونادوا يا مال ) بالترخيم ، ولما سمعها بعض [ ص: 92 ] السلف قال : ما أغنى أهل النار عن الترخيم ! وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة .
ويدخل في هذا النوع حذف همزة ( أنا ) في قوله : لكنا هو الله ربي [ الكهف : 38 ] ؛ إذ الأصل ( لكن أنا ) حذفت همزة ( أنا ) تخفيفا ، وأدغمت النون في النون .
ومثله ما قرئ : ويمسك السماء أن تقع على الأرض ) [ الحج : 65 ] ، بما أنزل إليك [ البقرة : 4 ] ، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه [ البقرة : 203 ] ، إنها لإحدى الكبر [ المدثر : 35 ] .
النوع الثاني : ؛ وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط ، فيكتفى بأحدهما عن الآخر لنكتة . ما يسمى بالاكتفاء
ويختص غالبا بالارتباط العطفي كقوله : سرابيل تقيكم الحر [ النحل : 81 ] ؛ أي : والبرد ، وخصص الحر بالذكر لأن الخطاب للعرب ، وبلادهم حارة ، والوقاية عندهم من الحر أهم ؛ لأنه أشد عندهم من البرد .
وقيل : لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله : ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها [ النحل : 80 ] ، وفي قوله : وجعل لكم من الجبال أكنانا [ النحل : 81 ] ، وفي قوله تعالى : والأنعام خلقها لكم فيها دفء [ النحل : 5 ] .
ومن أمثلة هذا النوع : بيدك الخير [ آل عمران : 26 ] ؛ أي : والشر ؛ وإنما خص الخير بالذكر ؛ لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم ، أو لأنه أكثر وجودا في العالم ، أو لأن إضافة الشر إلى الله تعالى ليس من باب الآداب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : والشر ليس إليك
ومنها : وله ما سكن في الليل والنهار [ الأنعام : 13 ] ؛ أي : وما تحرك ، وخص السكون بالذكر ؛ لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد ، ولأن كل متحرك يصير إلى السكون .
ومنها : الذين يؤمنون بالغيب [ البقرة : 3 ] ؛ أي : والشهادة ؛ لأن الإيمان بكل منهما واجب ، وآثر الغيب لأنه أمدح ، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس .
[ ص: 93 ] ومنها : ورب المشارق [ الصافات : 5 ] ؛ أي : والمغارب .
ومنها : هدى للمتقين [ البقرة : 2 ] ؛ أي : وللكافرين ، قاله ، ويؤيده في قوله : ابن الأنباري هدى للناس [ البقرة : 185 ] .
ومنها : إن امرؤ هلك ليس له ولد [ النساء : 176 ] ؛ أي : ولا والد بدليل أنه أوجب للأخت النصف ؛ وإنما يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها .
النوع الثالث : : وهو من ألطف الأنواع وأبدعها وقل من تنبه له أو نبه عليه من أهل فن البلاغة ، ولم أره إلا في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي ، وذكره ما يسمى بالاحتباك الزركشي في البرهان ، ولم يسمه هذا الاسم ، بل سماه الحذف المقابلي .
وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي .
قال الأندلسي في شرح البديعية : من أنواع البديع الاحتباك ؛ وهو نوع عزيز ، وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ؛ كقوله تعالى : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق [ البقرة : 171 ] الآية . التقدير : ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به ، فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ، ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه .
وقوله : وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء [ النمل : 12 ] ، التقدير : ( تدخل غير بيضاء ) ، ( وأخرجها تخرج بيضاء ) ، فحذف من الأول ( غير بيضاء ) ، ومن الثاني ( وأخرجها ) .
وقال الزركشي : وهو أن يجتمع في الكلام متقابلان ، فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى : أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون [ هود : 35 ] ، التقدير : إن افتريته فعلي إجرامي وأنتم برآء منه ، وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون .
وقوله : ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم [ الأحزاب : 24 ] ، التقدير : ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم ، أو يتوب عليهم فلا يعذبهم .
وقوله : ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن [ البقرة : 222 ] ؛ أي : حتى يطهرن [ ص: 94 ] من الدم ويتطهرن بالماء ، فإذا طهرن وتطهرن فأتوهن .
وقوله : خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا [ التوبة : 102 ] ؛ أي : عملا صالحا بسيئ ، وآخر سيئا بصالح .
قلت : ومن لطيفه قوله : فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة [ آل عمران : 13 ] ؛ أي : فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت .
وفي الغرائب للكرماني : في الآية الأولى التقدير : مثل الذين كفروا يا محمد كمثل الناعق مع الغنم ، فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر ، وله في القرآن نظائر ، وهو أبلغ ما يكون من الكلام . انتهى .
ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه : الشد والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب ، فحبك الثوب : سد ما بين خيوطه من الفرج ، وشده وإحكامه ، بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق .
وبيان أخذه منه : أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخيوط ، فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه ، فوضع المحذوف مواضعه ، كان حابكا له ، مانعا من خلل يطرقه ، فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق .
النوع الرابع : : هو ما ليس واحدا مما سبق ، وهو أقسام ، لأن المحذوف إما كلمة اسم أو فعل أو حرف أو أكثر . ما يسمى بالاختزال
أمثلة حذف الاسم :
: وهو كثير في القرآن جدا ، حتى قال حذف المضاف : في القرآن منه زهاء ألف موضع ، وقد سردها الشيخ ابن جني عز الدين في كتابه " المجاز على ترتيب السور والآيات " .
ومنه : الحج أشهر [ البقرة : 197 ] ؛ أي : حج أشهر أو أشهر الحج . ولكن البر من آمن [ البقرة : 177 ] ؛ أي : ذا البر ، أو بر من . حرمت عليكم أمهاتكم [ النساء : 23 ] ؛ أي : نكاح أمهاتكم . لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات [ الإسراء : 75 ] ؛ أي : ضعف عذاب . وفي الرقاب [ البقرة : 177 ] ؛ أي : وفي تحرير الرقاب .
[ ص: 95 ] ، نحو : حذف المضاف إليه يكثر في ياء المتكلم رب اغفر لي [ الأعراف : 151 ] ، وفي الغايات ، نحو : لله الأمر من قبل ومن بعد ؛ أي : من قبل الغلب ومن بعده .
وفي كل ، وأي ، وبعض ، وجاء في غيرهن كقراءة ( فلا خوف عليهم ) [ البقرة : 38 ] بضم بلا تنوين ؛ أي : فلا خوف شيء عليهم .
: يكثر في جواب الاستفهام ، نحو : حذف المبتدإ وما أدراك ما هيه نار [ القارعة : 10 ، 11 ] ؛ أي : هي نار . وبعد فاء الجواب ، نحو : من عمل صالحا فلنفسه أي : فعمله لنفسه . ومن أساء فعليها [ الجاثية : 15 ] ؛ أي : فإساءته عليها .
وبعد القول ، نحو : وقالوا أساطير الأولين [ الفرقان : 5 ] ، قالوا أضغاث أحلام [ يوسف : 44 ] ، وبعد ما الخبر صفة له في المعنى ، نحو : التائبون العابدون [ التوبة : 112 ] ، ونحو : صم بكم عمي [ البقرة : 18 ] .
ووقع في غير ذلك ، نحو : لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل [ آل عمران : 196 ، 197 ] ، لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ [ الأحقاف : 35 ] ؛ أي : هذا . سورة أنزلناها [ النور : 1 ] ؛ أي : هذه .
ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع حذف الخبر ، نحو : أكلها دائم وظلها [ الرعد : 35 ] ؛ أي : دائم ، ويحتمل الأمرين . فصبر جميل [ يوسف : 18 ] ؛ أي : أجمل ، أو فأمري صبر : فتحرير رقبة [ النساء : 92 ] ؛ أي : عليه ، أو : فالواجب .
: حذف الموصوف وعندهم قاصرات الطرف [ الصافات : 48 ] ؛ أي : حور قاصرات . أن اعمل سابغات [ سبإ : 11 ] ؛ أي : دروعا سابغات . أيها المؤمنون [ النور : 31 ] ؛ أي : القوم المؤمنون .
: نحو : حذف الصفة يأخذ كل سفينة [ الكهف : 79 ] ؛ أي : صالحة بدليل أنه قرئ كذلك ، وأن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة . الآن جئت بالحق [ البقرة : 71 ] ؛ أي : الواضح ، وإلا لكفروا بمفهوم ذلك . فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا [ الكهف : 105 ] ؛ أي : نافعا .
[ ص: 96 ] : حذف المعطوف عليه أن اضرب بعصاك البحر فانفلق [ الشعراء : 63 ] ؛ أي : فضرب فانفلق .
وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان .
أحدهما : أن يكون تعليلا معلله محذوف كقوله : وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا [ الأنفال : 17 ] ، فالمعنى : وللإحسان إلى المؤمنين فعل ذلك .
والثاني : أنه معطوف على علة أخرى مضمرة لتظهر صحة العطف ؛ أي : فعل ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي .
: حذف المعطوف مع العاطف لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل [ الحديد : 10 ] ؛ أي : ومن أنفق بعده بيدك الخير [ آل عمران : 26 ] ؛ أي : والشر .
: خرج عليه : حذف المبدل منه ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب [ النحل : 116 ] ؛ أي : لما تصفه و ( الكذب ) بدل من الهاء .
: لا يجوز إلا في فاعل المصدر ، نحو : حذف الفاعل لا يسأم الإنسان من دعاء الخير [ فصلت : 49 ] ؛ أي : دعائه الخير . وجوزه مطلقا لدليل ، وخرج عليه : الكسائي إذا بلغت التراقي [ القيامة : 26 ] ؛ أي : الروح . حتى توارت بالحجاب [ ص : 32 ] ؛ أي : الشمس .
: تقدم أنه كثير في مفعول المشيئة والإرادة ، ويرد في غيرهما ، نحو : حذف المفعول إن الذين اتخذوا العجل [ الأعراف : 152 ] ؛ أي : إلها . كلا سوف تعلمون [ التكاثر : 3 ] ؛ أي : عاقبة أمركم .
: يكثر إذا كان قولا ، نحو : حذف الحال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام [ الرعد : 23 ، 24 ] ؛ أي : قائلين .
: حذف المنادى ألا يسجدوا [ النمل : 25 ] ؛ أي : يا هؤلاء . ياليت [ القصص : 79 ] ؛ أي : يا قوم .
: يقع على أربعة أبواب : حذف العائد
الصلة : نحو : أهذا الذي بعث الله رسولا [ الفرقان : 41 ] ؛ أي : بعثه .
والصفة : نحو : واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس [ البقرة : 48 ] ؛ أي : فيه .
والخبر : نحو : وكلا وعد الله الحسنى [ النساء : 95 ] ؛ أي : وعده .
[ ص: 97 ] والحال :
: حذف مخصوص نعم إنا وجدناه صابرا نعم العبد [ ص : 44 ] ؛ أي : أيوب . فقدرنا فنعم القادرون [ المرسلات : 33 ] ؛ أي : نحن . ولنعم دار المتقين [ النحل : 33 ] ؛ أي : الجنة .
: حذف الموصول آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم [ العنكبوت : 46 ] ؛ أي : والذي أنزل إليكم ؛ لأن الذي أنزل إلينا ليس هو الذي أنزل إلى من قبلنا ؛ ولهذا أعيدت ( ما ) في قوله : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم [ البقرة : 136 ] .
: أمثلة حذف الفعل
يطرد إذا كان مفسرا ، نحو : وإن أحد من المشركين استجارك [ التوبة : 6 ] ، إذا السماء انشقت [ الانشقاق : 1 ] ، قل لو أنتم تملكون [ الإسراء : 100 ] ، ويكثر في جواب الاستفهام ، نحو : وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا [ النحل : 30 ] ؛ أي : أنزل .
وأكثر منه ، نحو : حذف القول وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا [ البقرة : 127 ] ؛ أي : يقولان ربنا .
قال أبو علي : حذف القول من حديث البشر قل ولا حرج . ويأتي من غير ذلك ، نحو : انتهوا خيرا لكم [ النساء : 171 ] ؛ أي : وأتوا . والذين تبوءوا الدار والإيمان [ الحشر : 9 ] ؛ أي : وألفوا الإيمان أو اعتقدوا . اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة : 35 ] ؛ أي : وليسكن زوجك . وامرأته حمالة الحطب [ المسد : 4 ] ؛ أي : أذم . والمقيمين الصلاة [ النساء : 162 ] ؛ أي : أمدح . ولكن رسول الله [ الأحزاب : 40 ] ؛ أي : كان . وإن كلا لما [ هود : 111 ] ؛ أي : يوفوا أعمالهم . أمثلة حذف الحرف :
قال في " المحتسب " : أخبرنا ابن جني أبو علي ، قال : قال أبو بكر حذف الحرف ليس بقياس ؛ لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار ، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصرا لها هي أيضا ، واختصار المختصر إجحاف به .
: قرأ حذف همزة الاستفهام ابن محيصن : سواء عليهم أأنذرتهم [ البقرة : 6 ] ، [ ص: 98 ] وخرج عليه : هذا ربي [ الأنعام : 76 - 78 ] ، في المواضع الثلاثة . وتلك نعمة تمنها [ الشعراء : 22 ] ؛ أي : أوتلك ؟
: حذف الموصول الحرفي
قال ابن مالك : لا يجوز إلا في ( أن ) ، نحو : ومن آياته يريكم البرق [ الروم : 24 ] ،
يطرد مع ( أن ) و ( أن ) ، نحو : وحذف الجار يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم [ الحجرات : 17 ] ، أطمع أن يغفر لي [ الشعراء : 82 ] ، أيعدكم أنكم [ المؤمنون : 35 ] ؛ أي : بأنكم . وجاء مع غيرهما ، نحو : قدرناه منازل [ يس : 39 ] ؛ أي : قدرناه له . ويبغونها عوجا [ الأعراف : 45 ] ؛ أي : لها يخوف أولياءه [ آل عمران : 175 ] ؛ أي : يخوفكم بأوليائه . واختار موسى قومه [ الأعراف : 155 ] ؛ أي : من قومه . ولا تعزموا عقدة النكاح [ البقرة : 235 ] ؛ أي : على عقدة النكاح .
: خرج عليه حذف العاطف الفارسي : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا [ التوبة : 92 ] ؛ أي : وقلت . وجوه يومئذ ناعمة [ الغاشية : 8 ] ؛ أي : ووجوه عطفا على : وجوه يومئذ خاشعة [ الغاشية : 2 ] .
: وخرج عليه حذف فاء الجواب الأخفش : إن ترك خيرا الوصية للوالدين [ البقرة : 180 ] .
كثير : حذف حرف النداء ها أنتم أولاء [ آل عمران : 119 ] ، يوسف أعرض [ يوسف : 29 ] ، قال رب إني وهن العظم مني [ مريم : 4 ] ، فاطر السماوات والأرض [ الأنعام : 14 ] ، وفي " العجائب " للكرماني : كثر حذف يا في القرآن من الرب تنزيها وتعظيما ؛ لأن في النداء طرفا من الأمر .
، ، نحو : حذف ( قد ) في الماضي إذا وقع حالا أو جاءوكم حصرت صدورهم [ النساء : 90 ] ، أنؤمن لك واتبعك الأرذلون [ الشعراء : 111 ] .
: يطرد في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعا ، نحو : حذف ( لا ) النافية أنؤمن لك واتبعك الأرذلون [ يوسف : 85 ] ، وورد في غيره ، نحو : وعلى الذين يطيقونه فدية [ البقرة : 184 ] ؛ أي : لا يطيقونه . وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم [ النحل : 15 ] ؛ أي : لئلا تميد .
: حذف لام التوطئة وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن [ المائدة : 73 ] ، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [ الأنعام : 121 ] .
[ ص: 99 ] : خرج عليه حذف لام الأمر قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا [ إبراهيم : 31 ] ؛ أي : ليقيموا .
: يحسن مع طول الكلام ، نحو : حذف لام ( لقد ) قد أفلح من زكاها [ الشمس : 9 ] .
: خرج عليه قراءة : ( ألم نشرح ) بالنصب . حذف نون التوكيد
: خرج عليه قراءة : ( حذف التنوين قل هو الله أحد الله الصمد ) [ الإخلاص : 1 ] ، ( ولا الليل سابق النهار ) بالنصب .
: خرج عليه قراءة : ( وما هم بضاري به من أحد ) حذف نون الجمع
: خرج عليه قراءة : حذف حركة الإعراب والبناء فتوبوا إلى بارئكم ) ، و يأمركم [ البقرة : 67 ] ، وبعولتهن أحق [ البقرة : 228 ] بسكون الثلاثة ، وكذا : أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح [ البقرة : 237 ] ، فأواري سوأة أخي [ المائدة : 31 ] ، ما بقي من الربا [ البقرة : 278 ] .
: أمثلة حذف أكثر من كلمة
حذف مضافين : فإنها من تقوى القلوب [ الحج : 32 ] ؛ أي : فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب . فقبضت قبضة من أثر الرسول [ طه : 96 ] ؛ أي : من أثر حافر فرس الرسول . تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت [ الأحزاب : 19 ] ؛ أي : كدوران عين الذي . وتجعلون رزقكم [ الواقعة : 82 ] ؛ أي : بدل شكر رزقكم .
حذف ثلاثة متضايفات :
فكان قاب قوسين [ النجم : 9 ] ؛ أي : فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين ، فحذف ثلاثة من اسم ( كان ) وواحد من خبرها .
حذف مفعولي باب ظن : أين شركائي الذين كنتم تزعمون [ القصص : 62 ] ؛ أي : تزعمونهم شركائي .
حذف الجار مع المجرور : خلطوا عملا صالحا أي : بسيئ . وآخر سيئا [ التوبة : 102 ] ، [ ص: 100 ] أي : بصالح .
حذف العاطف مع المعطوف : تقدم .
حذف حرف الشرط وفعله : يطرد بعد الطلب ، نحو : فاتبعوني يحببكم الله [ آل عمران : 31 ] ؛ أي : إن اتبعتموني . قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة [ إبراهيم : 31 ] ؛ أي : إن قلت لهم يقيموا . وجعل منه : الزمخشري فلن يخلف الله عهده [ البقرة : 80 ] ؛ أي : إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله ، وجعل منه أبو حيان : فلم تقتلون أنبياء الله من قبل [ البقرة : 91 ] ؛ أي : إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون .
حذف جواب الشرط : فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء [ الأنعام : 35 ] ؛ أي : فافعل وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون [ يس : 45 ] ؛ أي : أعرضوا بدليل ما بعده أئن ذكرتم [ يس : 19 ] ؛ أي : لتطيرتم . ولو جئنا بمثله مددا [ الكهف : 109 ] ؛ أي : لنفد . ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم [ السجدة : 12 ] ؛ أي : لرأيت أمرا فظيعا . ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم [ النور : 20 ] ؛ أي : لعذبكم . لولا أن ربطنا على قلبها [ القصص : 10 ] ؛ أي : لأبدت به . ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم [ الفتح : 25 ] ؛ أي : لسلطكم على أهل مكة .
حذف جملة القسم : لأعذبنه عذابا شديدا [ النمل : 21 ] ؛ أي : والله .
حذف جوابه : والنازعات غرقا [ النازعات : 1 ] ، الآيات ؛ أي : لتبعثن . ص والقرآن ذي الذكر [ ص : 1 ] ؛ أي : إنه لمعجز . ق والقرآن المجيد [ ق : 1 ] ؛ أي : ما الأمر كما زعموا .
حذف جملة مسببة عن المذكور ، نحو : ليحق الحق ويبطل الباطل [ الأنفال : 8 ] ؛ أي : فعل ما فعل .
[ ص: 101 ] حذف جمل كثيرة ، نحو : فأرسلون يوسف أيها الصديق [ يوسف : 45 ، 46 ] ؛ أي : فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا ، فأتاه فقال له : يا يوسف .