[ ص: 232 ] إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
هذا شروع في بيان شيء آخر مما جادلت فيه اليهود بالباطل ، وذلك أنهم قالوا : إن بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لكونه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة فرد الله ذلك عليهم بقوله : إن أول بيت وضع للناس الآية ، فقوله : وضع صفة لبيت وخبر إن قوله : للذي ببكة فنبه تعالى بكونه أول متعبد على أنه أفضل من غيره ، وقد اختلف في الباني له في الابتداء ، فقيل : الملائكة ، وقيل : آدم ، وقيل : إبراهيم . ويجمع بين ذلك بأول من بناه الملائكة ، ثم جدده آدم ، ثم إبراهيم . وبكة علم للبلد الحرام وكذا مكة وهما لغتان ، وقيل : إن بكة اسم لموضع البيت ، ومكة اسم للبلد الحرام ، وقيل : بكة للمسجد ، ومكة للحرم كله ، قيل : سميت بكة لازدحام الناس في الطواف ، يقال بك القوم : ازدحموا ، وقيل البك : دق العنق ، سميت بذلك لأنها كانت تدق أعناق الجبابرة .
وأما تسميتها بمكة ، فقيل : سميت بذلك لقلة مائها وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، ومنه مككت العظم : إذا أخرجت ما فيه ، ومك الفصيل ضرع أمه ، وامتكه : إذا امتصه ، وقيل : سميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها ; أي : تهلكه .
قوله : مباركا حال من الضمير في وضع ، أو من متعلق الظرف ; لأن التقدير للذي استقر ببكة مباركا والبركة : كثرة الخير الحاصل لمن يستقر فيه أو يقصده ، أي : الثواب المتضاعف .
والآيات البينات والواضحات : منها الصفا والمروة ، ومنها أثر القدم في الصخرة الصماء ، ومنها أن الغيث إذا كان بناحية الركن اليماني كان الخصب في اليمن ، وإن كان بناحية الشامي كان الخصب بالشام ، وإذا عم البيت كان الخصب في جميع البلدان ، ومنها انحراف الطيور عن أن تمر على هوائه في جميع الأزمان ، ومنها هلاك من يقصده من الجبابرة وغير ذلك . وقوله : مقام إبراهيم بدل من " آيات " قاله محمد بن يزيد المبرد .
وقال في الكشاف : إنه عطف بيان . وقال الأخفش : إنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، والتقدير منها مقام إبراهيم ، وقيل : هو خبر مبتدأ محذوف أي : هي مقام إبراهيم وقد استشكل صاحب الكشاف بيان الآيات وهي جمع بالمقام وهو فرد .
وأجاب بأن المقام جعل وحده بمنزلة آيات لقوة شأنه أو بأنه مشتمل على آيات . قال : ويجوز أن يراد فيه آيات بينات مقام إبراهيم وأمن من دخله ؛ لأن الاثنين نوع من الجمع .
قوله : ومن دخله كان آمنا جملة مستأنفة لبيان حكم من أحكام الحرم وهو أن من دخله كان آمنا ، وبه استدل من قال : إن فإنه لا يقام عليه الحد حتى يخرج منه ، وهو قول من لجأ إلى الحرم وقد وجب عليه حد من الحدود أبي حنيفة ومن تابعه ، وخالفه الجمهور فقالوا : تقام عليه الحدود في الحرم . وقد قال جماعة : إن الآية خبر في معنى الأمر ; أي : ومن دخله فأمنوه كقوله : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال [ البقرة : 197 ] أي : لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا .
قوله : ولله على الناس حج البيت اللام في قوله : لله هي التي يقال لها لام الإيجاب والإلزام ، ثم زاد هذا المعنى تأكيدا حرف على فإنه من أوضح الدلالات على الوجوب عند العرب ، كما إذا قال القائل : لفلان علي كذا ، فذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ما يدل على الوجوب تأكيدا لحقه وتعظيما لحرمته ، وهذا الخطاب شامل لجميع الناس لا يخرج عنه إلا من خصصه الدليل كالصبي والعبد . وقوله : من استطاع إليه سبيلا في محل جر على أنه بدل بعض من الناس .
وبه قال أكثر النحويين . وأجاز أن يكون في موضع رفع بحج . الكسائي
والتقدير : أن يحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وقيل : إن من حرف شرط ، والجزاء محذوف ; أي : من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج . وقد فقيل : الزاد والراحلة ، وإليه ذهب جماعة من الصحابة وحكاه اختلف أهل العلم في الاستطاعة ماذا هي ؟ الترمذي عن أكثر أهل العلم وهو الحق .
قال مالك : إن الرجل إذا وثق بقوته لزمه الحج وإن لم يكن له زاد وراحلة إذا كان يقدر على التكسب ، وبه قال عبد الله بن الزبير والشعبي وعكرمة . وقال الضحاك : إن كان شابا قويا صحيحا وليس له مال فعليه أن يؤاجر نفسه حتى يقضي حجه ، ومن جملة ما يدخل في الاستطاعة دخولا أوليا أن تكون الطريق إلى الحج آمنة ، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله الذي لا يجد زادا غيره ، أما لو كانت غير آمنة فلا استطاعة ، لأن الله سبحانه يقول : من استطاع إليه سبيلا وهذا الخائف على نفسه أو ماله لم يستطع إليه سبيلا بلا شك ولا شبهة .
وقد اختلف أهل العلم ، فقال إذا كان في الطريق من الظلمة من يأخذ بعض الأموال على وجه ولا يجحف بزاد الحج : لا يعطي حبة ، ويسقط عنه فرض الحج ووافقه جماعة وخالفه آخرون . والظاهر أن من تمكن من الزاد والراحلة وكانت الطريق آمنة بحيث يتمكن من مرورها ولو بمصانعة بعض الظلمة لدفع شيء من المال يتمكن به الحاج ولا ينقص من زاده ، ولا يجحف به ، فالحج غير ساقط عنه بل واجب عليه ; لأنه قد استطاع السبيل بدفع شيء من المال ، ولكنه يكون هذا المال المدفوع في الطريق من جملة ما تتوقف عليه الاستطاعة ، فلو وجد الرجل زادا وراحلة ولم يجد ما يدفعه لمن يأخذ المكس في الطريق لم يجب عليه الحج ; لأنه لم يستطع إليه سبيلا وهذا لا بد منه ، ولا ينافي تفسير الاستطاعة بالزاد والراحلة فإنه قد تعذر المرور في طريق الحج لمن وجد الزاد ، والراحلة إلا بذلك القدر الذي يأخذه المكاسون ، ولعل وجه قول الشافعي إنه سقط الحج أن أخذ هذا المكس منكر ، فلا يجب على الحاج أن يدخل في منكر ، وأنه بذلك غير مستطيع . الشافعي
ومن جملة ما يدخل في الاستطاعة أن يكون الحاج صحيح البدن على وجه يمكنه الركوب ، فلو كان زمنا بحيث لا يقدر على المشي ولا على الركوب فهذا وإن وجد الزاد والراحلة فهو لم يستطع السبيل . قوله : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [ ص: 233 ] قيل : إنه عبر بلفظ الكفر عن ترك الحج تأكيدا لوجوبه وتشديدا على تاركه ، وقيل المعنى : ومن كفر بفرض الحج ولم يره واجبا ، وقيل : إن من ترك الحج وهو قادر عليه فهو كافر .
وفي قوله : فإن الله غني عن العالمين من الدلالة على مقت وخذلانه وبعده من الله سبحانه ما يتعاظمه سامعه ، ويرجف له قلبه ، فإن الله سبحانه إنما شرع لعباده هذه الشرائع لنفعهم ومصلحتهم ، وهو تعالى شأنه وتقدس سلطانه غني لا تعود إليه طاعات عباده بأسرها بنفع . تارك الحج مع الاستطاعة
وقد أخرج ابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : علي بن أبي طالب إن أول بيت الآية ، قال : كانت البيوت قبله ، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذر قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة . وأخرج قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال : ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب عن قال : ( خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة ، وكان إذ كان عرشه على الماء زبدة بيضاء ، وكانت الأرض تحته كأنها حشفة فدحيت الأرض من تحته ) . ابن عمر ،
وأخرج نحوه ابن المنذر عن . وأخرج أبي هريرة ابن المنذر والأزرقي عن قال : بلغنا أن ابن جريج اليهود قالت : بيت المقدس أعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء ، ولأنه في الأرض المقدسة ، فقال المسلمون : بل الكعبة أعظم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت إن أول بيت الآية إلى قوله : فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك في بيت المقدس ومن دخله كان آمنا وليس ذلك في بيت المقدس ولله على الناس حج البيت وليس ذلك في بيت المقدس .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الزبير قال : إنما سميت بكة ; لأن الناس يجيئون إليها من كل جانب حجاجا . وروى سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي عن مجاهد : إنما سميت بكة لأن الناس يتباكون فيها ; أي : يزدحمون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مقاتل بن حبان مباركا قال : جعل فيه الخير والبركة وهدى للعالمين يعني : بالهدى قبلتهم . وأخرج ابن جرير من طريق وابن أبي حاتم عن العوفي ابن عباس فيه آيات بينات فمنهن مقام إبراهيم والمشعر .
وأخرج عبد بن حميد عن وابن جرير الحسن في قوله : فيه آيات بينات قال : مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت . وأخرج الأزرقي عن نحوه . زيد بن أسلم
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قتادة في قوله : ومن دخله كان آمنا قال : كان هذا في الجاهلية ، كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يطلب ، فأما في الإسلام فإنه لا يمنع من حدود الله ، من سرق فيه قطع ، ومن زنى فيه أقيم عليه الحد ، ومن قتل فيه قتل . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والأزرقي عن قال : لو وجدت فيه قاتل عمر بن الخطاب الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه .
وأخرج ابن جرير عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ومن دخله كان آمنا قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى فإذا خرج أخذ بذنبه . وقد روي عنه هذا المعنى من طرق .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال : لو وجدت قاتل أبي في الحرم لم أعرض له . وأخرج عن ابن جرير قال : لو وجدت قاتل أبي في الحرم ما هجته . ابن عمر
وأخرج الشيخان وغيرهما عن أبي شريح العدوي قال : مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقولوا : إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس . وأخرج قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغد من يوم الفتح فقال : إن الدارقطني والحاكم وصححه عن أنس من استطاع إليه سبيلا فقيل : ما السبيل ؟ قال : الزاد والراحلة . أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قوله :
وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مرفوعا : ابن عمر . وأخرج أنه قام رجل فقال : ما السبيل ؟ فقال : الزاد والراحلة الدارقطني والبيهقي في سننهما من طريق الحسن عن أمه عن عائشة قالت : قال : الزاد والراحلة السبيل إلى الحج ؟ . وأخرج سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما في سننه عن الدارقطني مرفوعا مثله . وأخرج ابن مسعود عن الدارقطني عن أبيه عن جده مرفوعا مثله . عمرو بن شعيب
وأخرج عن الدارقطني جابر مرفوعا مثله . وقد روي هذا الحديث من طرق أقل أحواله أن يكون حسنا لغيره فلا يضره ما وقع من الكلام على بعض طرقه كما هو معروف . وأخرج عن الدارقطني علي مرفوعا في الآية : . وأخرج أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : تجد ظهر بعير ابن أبي شيبة عن وابن جرير في قوله : عمر بن الخطاب من استطاع إليه سبيلا قال : الزاد والراحلة . وأخرجا عن مثله . وأخرجه عنه مرفوعا ابن عباس ابن ماجه والطبراني وابن مردويه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عنه قال : السبيل أن يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة من غير أن يجحف به . وأخرج ابن أبي شيبة عنه قال : سبيلا من وجد إليه سعة ولم يحل بينه وبينه . وعبد بن حميد
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الزبير قال : الاستطاعة القوة . وأخرج ابن أبي شيبة عن وابن أبي حاتم النخعي قال : إن . المحرم للمرأة من السبيل الذي قال الله
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم . واختلفت الأحاديث في قدر المدة ، ففي لفظ ثلاثة أيام ، وفي لفظ يوم وليلة ، وفي لفظ بريد . النهي للمرأة أن تسافر بغير ذي محرم
[ ص: 234 ] وقد وردت أحاديث في تشديد الوعيد على من ملك زادا وراحلة ولم يحج . فأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : علي بن أبي طالب ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين . وفي إسناده من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج بيت الله فلا عليه بأن يموت يهوديا أو نصرانيا ، وذلك بأن الله يقول هلال الخراساني أبو هاشم .
قال منكر الحديث . وقيل : مجهول . البخاري :
وقال : هذا الحديث ليس بمحفوظ وفي إسناده أيضا ابن عدي وفيه ضعف . وأخرج الحارث الأعور سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الإيمان وأبو يعلى والبيهقي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : . من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا
وأخرج عن ابن أبي شيبة عبد الرحمن بن سابط مرفوعا مرسلا مثله . وأخرج قال سعيد بن منصور ، السيوطي بسند صحيح عن قال : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فلينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين . عمر بن الخطاب
وأخرج الإسماعيلي عنه يقول : ( من أطاق الحج ولم يحج فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا ) قال ابن كثير بعد أن ساق إسناده : وهذا إسناد صحيح . وأخرج سعيد بن منصور عنه نحوه . وابن أبي شيبة
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن وابن أبي حاتم ( من مات وهو موسر ولم يحج جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب كافر ) . وأخرج ابن عمر عنه ( من وجد إلى الحج سبيلا سنة ثم سنة ثم سنة ثم مات ولم يحج لم يصل عليه ولا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا ) . سعيد بن منصور
وأخرج عن سعيد بن منصور قال : لو ترك الناس الحج لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة . وأخرج عمر بن الخطاب ابن جرير عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ومن كفر فإن الله غني قال : من زعم أنه ليس بفرض عليه .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن في الآية قال : من كفر بالحج فلم ير حجه برا ولا تركه مأثما . وأخرج ابن عباس سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة قال : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا [ آل عمران : 85 ] قالت اليهود : فنحن مسلمون ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله فرض على المسلمين حج البيت ، فقالوا : لم يكتب علينا وأبوا أن يحجوا ، قال الله : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين . لما نزلت
وأخرج عبد بن حميد عن وابن جرير عكرمة نحوه . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال : لما نزلت آية الحج ولله على الناس حج البيت الآية ، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال : إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت . فلم يقبله إلا المسلمون ، وكفرت به خمس ملل ، قالوا : لا نؤمن به ولا نصلي إليه ولا نستقبله ، فأنزل الله ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد نحوه . وأخرج عبد بن حميد عن وابن جرير أبي داود نفيع قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولله على الناس حج البيت الآية . فقام رجل من هذيل فقال : يا رسول الله من تركه كفر ؟ فقال : من تركه لا يخاف عقوبته ، ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك .
وأخرج عن ابن جرير في الآية قال : من كفر بالبيت . وأخرج عطاء بن أبي رباح ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابن عمر في قول الله : ومن كفر قال : من كفر بالله واليوم الآخر . وأخرج عبد بن حميد عن وابن جرير مجاهد مثله من قوله . وأخرج عن ابن جرير ابن زيد أنه سئل عن ذلك ، فقرأ إن أول بيت وضع للناس إلى قوله : سبيلا ثم قال : ومن كفر بهذه الآيات . وأخرج ابن المنذر عن في الآية قال : ومن كفر فلم يؤمن به : فهو الكافر . ابن مسعود