( الباب الثالث ) :
( في الرسالة العامة وفيه ستة فصول ) : وقصص الرسل مع أقوامهم
( الفصل الأول في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ) :
بدئت السورة بدعوة هذه الرسالة من أولها إلى الآية ( 24 ) وهي متضمنة ، وهي : التوحيد والبعث والجزاء والعمل الصالح ، المبينة في الآية ( 2 : 62 ) وسأذكرها في أول الفصل التالي لهذا ، ومتضمنة لإعجاز [ ص: 170 ] القرآن بقسميه : اللغوي والعلمي ، وقد فصلناه بفضل الله وإلهامه بما لا نظير له في سائر التفاسير ، ثم ختمت بمثل ما تضمنته أوائلها من الآية ( 100 إلى 123 ) فالتقى قطراها واحتبك طرفاها ، فأحاطا بالقصص التي بينهما مؤيدة لهما ، وذكر في أثنائها برهان على رسالته - صلى الله عليه وسلم - في آخر قصة لأصول دين الله ( الإسلام ) على ألسنة جميع الرسل نوح - عليه السلام - وهو الآية : - تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك - 49 إلخ . ولعل حكمة تخصيص هذا بالذكر ما في هذه القصة من زيادة التفضل والتأثير ببلاغته الممتازة ، وإلا فسائر هذه القصص من أنباء الغيب ودلائل إعجاز القرآن ، كما أشير إليه في الآية ( 100 ) وهي المقصودة بالذات ، فيسهل على المتفقه في القرآن أن يراجع تفسير هذه الآية مضمومة إلى كلامنا المفصل في إعجازه بقسميه المشار إليه آنفا من ( ص 27 - 40 من هذا الجزء ) - وأن يتأمل الآيات الأربع والعشرين من أول السورة ، والآيات الخمس والعشرين من آخرها ، ليحيط بما في السورة من علوم رسالة خاتم النبيين علما إجماليا .
وأما بيان أنواعها مفصلة في السورة فيراها في الفصول التالية من هذا الباب وفي الأبواب التي بعدها ويفقه سر افتتاحها بقوله - تعالى - : - كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير - 11 : 1 وجعله عنوانا لها .