قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) الآية [ 53 ] . قوله تعالى : (
727 - قال : نزلت في ابن عباس أهل مكة ، قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرم الله - لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم ، وقد عبدنا مع الله إلها آخر ، وقتلنا النفس التي حرم الله ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .
728 - وقال : نزلت هذه الآية في ابن عمر عياش بن [ أبي ] ربيعة ، والوليد بن الوليد ، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ، ثم فتنوا ، وعذبوا ، فافتتنوا ؛ فكنا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوا به . فنزلت هذه الآيات . وكان عمر كاتبا ، فكتبها إلى عياش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وأولئك النفر ، فأسلموا ، وهاجروا .
729 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج قال : أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكازري قال : أخبرنا قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا القاسم بن سلام الحجاج ، عن قال : حدثني ابن جريج يعلى بن مسلم : أنه سمع يحدث عن سعيد بن جبير : أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا ابن عباس محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إن الذي [ تقول ، و ] تدعو إليه لحسن [ لو ] تخبرنا [ أن ] لما عملناه كفارة . فنزلت هذه الآية : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) الآية . رواه ، عن البخاري ، عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام بن يوسف . ابن جريج
730 - أخبرنا أبو إسحاق المقرئ قال : أخبرنا [ أبو عبد الله ] الحسين بن محمد [ الدينوري ، حدثنا أبو بكر بن خرجة قال : حدثنا ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان محمد ] بن العلاء قال : حدثنا قال : حدثنا يونس بن بكير محمد بن إسحاق قال : حدثنا نافع ، عن [ ابن ] عمر [ عن عمر ] أنه قال : لما اجتمعنا إلى الهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة ، ، فقلنا : الميعاد بيننا المناصف - ميقات وهشام بن العاص بن وائل بني غفار - فمن حبس منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحبه . فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن ، فقدمنا المدينة فكنا نقول : ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله ورسوله ، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا . فأنزل الله تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) إلى قوله : ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) قال عمر : فكتبتها بيدي ، ثم بعثت بها [ إلى هشام ] ، قال هشام : فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى ، فقلت : اللهم فهمنيها ، فعرفت أنها أنزلت فينا ، فرجعت ، فجلست على بعيري ، فلحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 193 ] 730 م - ويروى : أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة - رحمة الله عليه ورضوانه - وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان .