من كفر بالله من بعد إيمانه ) الآية [ 106 ] . قوله تعالى : (
567 - قال : ابن عباس نزلت في وذلك أن المشركين أخذوه وأباه عمار بن ياسر ، ياسرا ، وأمه سمية ، وصهيبا ، وبلالا ، وخبابا ، وسالما - [ فعذبوهم ] فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ، ووجئ قبلها بحربة ، وقيل لها : إنك أسلمت من أجل الرجال . فقتلت وقتل زوجها ياسر ، وهما . وأما أول قتيلين قتلا في الإسلام عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها ، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن عمارا كفر ، فقال : " كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه ! " فأتى عمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي ، فجعل رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يمسح عينيه ، وقال : " إن عادوا لك فعد لهم بما قلت " ! فأنزل الله تعالى هذه الآية .
568 - قال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة : أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا ، فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ، ففتنوهم مكرهين . وفيهم نزلت هذه الآية .