قوله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج ) الآية [ 19 ] .
492 - أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي - رحمه الله - قال : أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا أحمد بن محمد [ بن جعفر ] بن عبد الله المنادي قال : أخبرنا قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ، عن معاوية بن سلام زيد بن سلام ، عن أبي سلام قال : حدثنا قال : كنت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر النعمان بن بشير المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم . فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة - ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما اختلفتم فيه ، ففعل . فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) إلى قوله تعالى : ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) رواه مسلم ، عن ، عن الحسن بن علي الحلواني أبي توبة .
493 - وقال في رواية ابن عباس الوالبي : قال حين أسر يوم العباس بن عبد المطلب بدر : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني . فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) الآية .
[ ص: 127 ] 494 - وقال الحسن ، ، والشعبي والقرظي : نزلت الآية في علي ، والعباس ، وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه [ ولو أشاء بت فيه ] وإلي ثياب بيته . وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها . وقال علي : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
495 - وقال ، ابن سيرين : قال ومرة الهمداني علي للعباس : ألا تهاجر ؟ ألا تلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : ألست في [ شيء ] أفضل من الهجرة ؟ ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآية ونزل قوله تعالى : ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ) .