قوله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
471 - أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البياع قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي محمد بن فليح ، عن موسى بن [ ص: 121 ] عقبة ، عن عن ابن شهاب ، ، عن أبيه قال : سعيد بن المسيب أقبل أبي بن خلف يوم " أحد " إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يريده ، فاعترض له رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فخلوا سبيله ، فاستقبله - أحد مصعب بن عمير بني عبد الدار - ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع ، فطعنه بحربته ، فسقط أبي عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، وكسر ضلعا من أضلاعه ، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك ! إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين ، فمات أبي إلى النار ، فسحقا لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة . فأنزل الله تعالى ذلك : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
472 - وروى ، عن صفوان بن عمرو عبد الرحمن بن جبير : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم " خيبر " دعا بقوس ، فأتي بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها . فجاءوه بقوس كبداء ، فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ على ] الحصن ، فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق ، وهو على فراشه ، فأنزل الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
وأكثر أهل التفسير [ على ] أن الآية نزلت في رمي النبي - عليه الصلاة والسلام - القبضة من حصباء الوادي يوم " بدر " حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة ، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء .
473 - قال : لما كان يوم " حكيم بن حزام بدر " سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ، ورمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الحصاة فانهزمنا . فذلك قوله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .