( ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) : النهي عن الصلاة على المنافقين إذا ماتوا - عقوبة ثانية وخزي متأبد عليهم . وكان فيما روي يصلي على المنافقين إذا ماتوا ، ويقوم على قبورهم بسبب ما يظهرونه من الإسلام ، فإنهم كانوا يتلفظون بكلمتي الشهادة ، ويصلون ، ويصومون ، فبنى الأمر على ما ظهر من أقوالهم وأفعالهم ، ووكل سرائرهم إلى الله ، ولم يزل على ذلك حتى وقعت واقعة عبد الله بن أبي . وطول وغيره في قصته ، فتظافرت الروايات أنه صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية بعد ذلك . وروى الزمخشري أنس أنه لما تقدم ليصلي عليه جاءه جبريل فجذبه بثوبه وتلا عليه : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) ، فانصرف ولم يصل . وذكروا محاورة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء ليصلي عليه . و ( مات ) صفة لـ ( أحد ) ، فقدم الوصف بالمجرور ثم بالجملة ، وهو ماض بمعنى المستقبل ؛ لأن الموت غير موجود لا محالة . نهاه الله عن الصلاة عليه ، والقيام على قبره وهو الوقوف عند قبره حتى يفرغ من دفنه . وقيل : المعنى : ولا تتولوا دفنه وقبره ، فالقبر مصدر . كان صلى الله عليه وسلم إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له ، فنهي عن ذلك في حق المنافقين ، فلم يصل بعد على منافق ، ولا قام على قبره . ( إنهم كفروا ) تعليل للمنع من الصلاة والقيام بما يقتضي الامتناع من ذلك ، وهو الكفر والموافاة عليه .