[ ص: 608 ] أبو علي الفارقي
الشيخ الإمام الفقيه ، شيخ الشافعية أبو علي الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي .
ولد بميافارقين سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وتفقه بها على أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني ، ثم ارتحل إلى بغداد ، ولزم الشيخ أبا إسحاق حتى برع وفاق وحفظ " المهذب " ، ثم تفقه على أبي نصر ابن الصباغ ، وحفظ عليه " الشامل " كله .
وسمع من أبي جعفر بن المسلمة ، وأبي الغنائم بن المأمون ، وجماعة .
حدث عنه الصائن ابن عساكر ، وأبو سعد بن عصرون ، وطائفة .
قال السمعاني : كان إماما زاهدا ورعا ، قائما بالحق ، سمعت عمر بن الحسن الهمذاني يقول : كان أبو علي الفارقي يقول لنا : كررت البارحة الربع الفلاني من " المهذب " ، كررت البارحة الربع الفلاني من " الشامل " .
ولي قضاء واسط ، فحمد ، ودام بها إلى أن توفي ممتعا بحواسه ، عاش خمسا وتسعين سنة .
[ ص: 609 ] وقال ابن النجار : ولي قضاء واسط في سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وعزل في سنة ثلاث عشرة ، ولازم الإشغال بواسط ، وكان إماما ورعا مهيبا ، لا تأخذه في الله لومة لائم .
روى عنه أهل واسط ، وكان معدودا في الأذكياء .
مات في المحرم سنة ثمان وعشرين ، وعليه تفقه فقيه الشام أبو سعد بن أبي عصرون .
وفيها توفي القدوة الزاهد أبو الوفاء أحمد بن علي الشيرازي ، وأحمد بن علي بن حسن بن سلمويه الصوفي بنيسابور ، والطبيب الفيلسوف أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الداني وأبو الحسين سليمان بن محمد بن الطراوة نحوي زمانه ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش المقرئ ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي .