الشيخ الإمام ، البارع المحدث المسند ، بقية المشايخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسن بن أحمد البغدادي ، السراج ، القارئ ، الأديب .
قال : ولدت في آخر سنة سبع عشرة أو في أول التي تليها .
سمع أبا علي بن شاذان ، ثم سمع بنفسه من أحمد بن علي التوزي ، ومحمد بن إسماعيل بن سنبك ، وأبي محمد الخلال ، وعبيد الله بن عمر بن شاهين ، وأبي محمد الحسين بن المقتدر ، وأبي طالب الغيلاني ، وأبي الحسن بن القزويني ، وأبي إسحاق البرمكي ، وأبي القاسم التنوخي ، وأبي الفتح بن شيطا ، وعدة ببغداد .
وسمع من الحافظ أبي نصر السجزي مسلسل الأولية بمكة ، ومن [ ص: 229 ] محمد بن إبراهيم الأردستاني ، وبمصر من الشيخ عبد العزيز بن الحسن الضراب ، وطائفة ، وبدمشق من أبي القاسم الحنائي ، ; وخرج له شيخه والخطيب الخطيب خمسة أجزاء مشهورة سمعناها .
حدث عنه : ابنه ثعلب ، وأبو القاسم بن السمرقندي ، وعبد الوهاب الأنماطي ، ، ومحمد بن ناصر وأبو الفتح بن البطي ، وأبو طاهر السلفي ، وسلمان الشحام ، وأبو الحسن بن الخل ، وعبد الحق اليوسفي ، وأبو الفضل خطيب الموصل ، وشهدة بنت الإبري وخلق كثير .
كتب بخطه الكثير ، وصنف كتاب " مصارع العشاق " وكتاب " حكم الصبيان " ، وكتاب " مناقب الحبش " ، ونظم الكثير في الفقه ، وفي المواعظ واللغة ، وشعره حلو عذب في فنون القريض ، انتخب السلفي عليه من أصوله ثلاثين جزءا . حدث ببغداد ، ومصر ، ودمشق ، وسمع منه شيخه أبو إسحاق الحبال .
قال شجاع الذهلي : كان صدوقا ، ألف في فنون شتى .
وقال أبو علي الصدفي : هو شيخ فاضل ، جميل وسيم ، مشهور يفهم ، عنده لغة وقراءات ، وكان الغالب عليه الشعر ، نظم كتاب " التنبيه " لأبي إسحاق ونظم منسكا .
[ ص: 230 ] وقال : ثقة عالم مقرئ ، له أدب ظاهر ، واختصاص أبو بكر بن العربي بأبي بكر الخطيب .
وقال السلفي : كان ممن يفتخر برؤيته ورواياته لديانته ودرايته ، له تواليف مفيدة ، وفي شيوخه كثرة ، أعلاهم ابن شاذان .
وقال حماد الحراني : سئل السلفي عن السراج ، فقال : كان عالما بالقراءات ، والنحو ، واللغة ، ثقة ثبتا ، كثير التصنيف .
وقال ابن ناصر : كان ثقة مأمونا ، عالما فهما صالحا ، نظم كتبا كثيرة ، منها كتاب " المبتدأ " لوهب بن منبه ، وكان قديما يستملي على الخلال والقزويني ، مات في صفر سنة خمسمائة .
قال السلفي : أنشدنا السراج لنفسه :
لله در عصابة يسعون في طلب الفوائد يدعون أصحاب الحد
يث بهم تجملت المشاهد طورا تراهم بالصعي
د وتارة في ثغر آمد [ ص: 231 ] يتبعون من العلو
م بكل أرض كل شارد وهم النجوم المقتدى
بهم إلى سبل المقاصد