صاحب الموصل
السلطان شرف الدولة أبو المكارم ، مسلم ابن ملك العرب قريش بن بدران ابن الملك حسام الدولة مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي .
كان يترفض كأبيه . ونهب أبوه دور الخلافة في فتنة البساسيري ، وأجار القائم بأمر الله . ومات سنة ثلاث وخمسين كهلا فولي ابنه ديار ربيعة ومضر ، وتملك حلب وأخذ الأتاوة من بلاد الروم ، وحاصر دمشق ، وكاد أن يأخذها ، فنزع أهل حران طاعته ، فبادر إليها ، فحاربوه ، فافتتحها وبذل السيف في السنة بها ، وأظهر سب الصحابة ، ودانت له العرب ، ورام الاستيلاء على بغداد بعد طغرلبك ، وكان يجيد النظم ، وله سطوة وسياسة وعدل بعنف ، وكان يعطي جزية بلاده للعلوية . عمر سور الموصل وشيدها . [ ص: 483 ]
ثم إنه عمل المصاف مع سلطان الروم سليمان بن قلتمش في سنة 478 بظاهر أنطاكية ، فقتل مسلم وله بضع وأربعون سنة . وقيل : بل خنقه خادم في الحمام . وملكوا أخاه إبراهيم وله سيرة طويلة وحروب وعجائب .