صاحب القوت
الإمام الزاهد العارف ، شيخ الصوفية أبو طالب محمد بن علي بن عطية ، الحارثي ، المكي المنشأ ، العجمي الأصل .
روى عن : أبي بكر الآجري ، وأبي بكر بن خلاد النصيبي ، ومحمد بن عبد الحميد الصنعاني ، وأحمد بن ضحاك الزاهد ، وعلي بن أحمد المصيصي ، ومحمد بن أحمد المفيد .
[ ص: 537 ] وعنه : عبد العزيز الأزجي ، وغير واحد .
قال الخطيب : حدثني العتيقي والأزهري أنه كان مجتهدا في العبادة ، وقال لي أبو طاهر العلاف : وعظ أبو طالب ببغداد ، وخلط في كلامه ، وحفظ عنه أنه قال : ليس على المخلوقين أضر من الخالق ، فبدعوه ، وهجروه .
وقال غيره : كان يجوع كثيرا ، ولقي سادة ، ودخل البصرة بعد موت أبي الحسن بن سالم ، فانتهى إلى مقالته .
وقال : دخلت على شيخنا أبو القاسم بن بشران أبي طالب ، فقال : إذا علمت أنه قد ختم لي بخير ، فانثر على جنازتي سكرا ولوزا ، وقل : هذا الحاذق ، وقال : إذا احتضرت ، فخذ بيدي ، فإذا قبضت على يدك ، فاعلم أنه قد ختم لي بخير ، فقعدت ، فلما كان عند موته ، قبض على يدي قبضا شديدا ، فنثرت على جنازته سكرا ولوزا .
ولأبي طالب رياضات وجوع بحيث إنه ترك الطعام ، وتقنع بالحشيش حتى اخضر جلده .
رأيت لأبي طالب أربعين حديثا بخطه ، قد خرج فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني إجازة ، وفيها عن من " صحيح " أبي زيد المروزي ، أولها : " الحمد لله كنه حمده بحمده " ، وله كتاب " قوت القلوب " مشهور . البخاري
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وثلاثمائة .