النقاش
العلامة المفسر ، شيخ القراء أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد ، الموصلي ثم البغدادي النقاش .
[ ص: 574 ] ولد سنة ست وستين ومائتين .
وحدث عن إسحاق بن سنين ، ، وأبي مسلم الكجي وإبراهيم بن زهير ، ومطين ، ومحمد بن عبد الرحمن الهروي ، ، والحسن بن سفيان وابن خزيمة ، ومحمد بن علي الصائغ ، وخلق .
وتلا على هارون الأخفش ، وأحمد بن أنس - بدمشق - وعلى الحسن بن الحباب ، وغيره ببغداد ، وعلى الحسن بن أبي مهران بالري ، وعلى أبي ربيعة محمد بن إسحاق ، وعدة .
قرأ عليه أبو بكر بن مهران ، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي ، وأبو الحسن بن الحمامي ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وأبو الفرج الشنبوذي ، وعلي بن محمد العلاف ، وعلي بن جعفر السعيدي ، وأبو الفرج النهرواني ، والحسن بن علي بن بشار ، وخلق ، آخرهم موتا أبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني .
روى عنه : ابن مجاهد -وهو من شيوخه - ، والدارقطني وابن شاهين ، وأبو أحمد الفرضي ، وأبو علي بن شاذان ، وأبو القاسم الحرفي .
وهو مؤلف " شفاء الصدور " في التفسير .
وكان واسع الرحلة ، قديم اللقاء ، وهو في القراءات أقوى منه في الروايات .
وله كتاب " الإشارة في غريب القرآن " ، وكتاب " المناسك " ، و " دلائل النبوة " ، و " المعاجم الثلاثة " : أوسط وأكبر وأصغر ; فالأكبر في معرفة المقرئين ، وله كتاب كبير في التفسير نحو من أربعين مجلدا ، وكتاب [ ص: 575 ] " القراءات بعللها " ، وكتاب " السبعة " ، وكتاب " ضد العقل " وكتاب " أخبار القصاص " وأشياء . ولو تثبت في النقل لصار شيخ الإسلام .
قال أبو عمرو الداني : هو مقبول الشهادة . حدثنا فارس ، سمعت عبد الله بن الحسين ، سمعت ابن شنبوذ ، يقول : خرجت من دمشق ، فإذا بقافلة فيها النقاش وبيده رغيف ، فقال لي : ما فعل الأخفش ؟ قلت : توفي . قال : ثم انصرف النقاش ، وقال : قرأت على الأخفش .
وقال طلحة بن محمد الشاهد : كان النقاش يكذب في الحديث ، والغالب عليه القصص .
وقال أبو بكر البرقاني : كل حديث النقاش منكر
وقال الحافظ هبة الله اللالكائي : تفسير النقاش اشف الصدور ; لا شفاء الصدور .
وقال الخطيب : في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة .
روى أبو بكر ، عن أبي غالب ، عن جده معاوية بن عمرو ، عن زائدة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه .
[ ص: 576 ] قال : فرجع عنه حين قلت له هو موضوع . الدارقطني
قال الخطيب : قد رواه أبو علي الكوكبي ، عن أبي غالب .
وقال : قال الدارقطني النقاش : كسرى أبو شروان . جعلها كنية ، وكان يدعو : لا رجعت يد قصدتك صفراء من عطائك ; وإنما هي صفرا .
قال الخطيب : سمعت ابن الفضل القطان يقول : حضرت النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، فنادى بأعلى صوته لمثل هذا فليعمل العاملون يرددها ثلاثا . ثم خرجت نفسه رحمه الله .
قلت : قد اعتمد الداني في " التيسير " على رواياته للقراءات . فالله أعلم ، فإن قلبي لا يسكن إليه ، وهو عندي متهم ، عفا الله عنه .