أبو عمر القاضي
الإمام الكبير ، قاضي القضاة أبو عمر ، محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن عالم البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري ، ثم البغدادي المالكي .
سمع أباه الحافظ يوسف القاضي -صاحب السنن - ومحمد بن الوليد البسري ، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، وزيد بن أخزم . وطبقتهم .
[ ص: 556 ] حدث عنه : الدارقطني ، والقاضي أبو بكر الأبهري ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو القاسم بن حبابة ، وعيسى بن الوزير ، وعدة .
مولده بالبصرة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وولي قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وثمانين ، وكان عديم النظير عقلا وحلما وذكاء ، بحيث إن الرجل كان إذا بالغ في وصف شخص ، قال : كأنه أبو عمر القاضي . ثم قلده المقتدر بالله قضاء الجانب الشرقي وعدة نواح ، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة .
حمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه ، ولم ير أجل من مجلسه للحديث : البغوي عن يمينه ، وابن صاعد عن شماله ، وابن زياد النيسابوري وغيره بين يديه .
وكان يذكر أن جده لقنه حديثا ، فحفظه وله أربع سنين عن عن أبيه ، عن وهب بن جرير ، الحسن ، قال : لا بأس بالكحل للصائم .
قال الخطيب : هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلا ، وذكاء ، واستيفاء للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة .
وقيل : كان الرجل إذا امتلأ غيظا يقول : لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت .
استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي .
وقد كتب الفقه عن إسماعيل القاضي سوى قطعة من التفسير ، [ ص: 557 ] وعمل مسندا كبيرا قرأ أكثره على الناس .
ومات سنة عشرين وثلاثمائة رحمه الله .
أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد الله ، أخبرنا هبة الله بن الحسين ، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، حدثنا عيسى بن الوزير : قرئ على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن أبي هارون العبدي ، عن ، قال : أبي سعيد الخدري . فرضت الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به خمسين صلاة ، ثم نقصت حتى جعلت خمسا ، فقال الله -عز وجل- : إن لك بالخمس خمسين ، الحسنة بعشر أمثالها
أصل الحديث في الصحاح وغيره ، وهذا إسناد لين من جهة لأنس بن مالك أبي هارون .