ابن الأغلب
صاحب المغرب أبو إسحاق ، إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن تميم ، التميمي الأغلبي القيرواني ، ابن أمراء القيروان . ولي سنة إحدى وستين ومائتين .
وكان ملكا حازما صارما مهيبا ، كانت التجار تسير في الأمن من مصر [ ص: 488 ] إلى سبتة لا تعارض ، ولا تروع .
ابتنى الحصون والمحارس ، بحيث كانت توقد النار ، فتتصل في ليلة إذا حدث أمر من سبتة إلى الإسكندرية ، بحيث إنه يقال : قد أنشئ في البلاد من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف معقل ، وهو الذي مصر مدينة سوسة .
وقد دونت أيامه وعدله وجوده ، وكان سديد السيرة ، شهما ، ظفر بامرأة متعبدة قادت قودة ، فدفنها حية ، وشنق سبعة أجناد أخذوا لتاجر ثلاثة آلاف دينار ، بعد أن قررهم ، وأخذ الذهب لم ينقص سوى سبعة دنانير ، فوزنها من عنده .
وقيل : جاءه رجل ، فقال : قد عشقت جارية ، وثمنها خمسون دينارا ، وما معي إلا ثلاثون . فوهبه مائة دينار ، فسمع به آخر ، فجاء ، وقال : إني عاشق . قال : فما تجد ؟ قال : لهيبا . قال : اغمسوه في الماء ، فغمسوه مرات ، وهو يصيح : ذهب العشق . فضحك ، وأمر له بثلاثين دينارا .
ثم إنه تسودن ، وقتل إخوته ، ثم عوفي ، وتاب ، وتصدق .
ثم ظهر عليه الشيعي داعي عبيد الله المهدي ، وحاربه ، وجرت أمور طويلة ، بعضها في " تاريخ الإسلام " .
توفي غازيا بصقلية في ذي القعدة ، سنة تسع وثمانين ومائتين [ ص: 489 ] وتملك ابنه عبد الله فكان دينا ، عالما ، بطلا ، شجاعا ، شاعرا ، فقتله غلمانه غيلة بعد عام ، وتملك بعده ابنه زيادة الله .