أبو داود ( ت ، س )
وابنه
سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر . كذا أسماه . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن عبد العزيز الهاشمي : سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد . وقال ابن داسة وأبو عبيد الآجري : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد . وكذلك قال أبو بكر الخطيب في " تاريخه " . وزاد : ابن عمرو بن عمران . الإمام ، شيخ السنة ، مقدم الحفاظ أبو داود ، الأزدي السجستاني ، محدث البصرة . [ ص: 204 ]
ولد سنة اثنتين ومائتين ورحل ، وجمع ، وصنف ، وبرع في هذا الشأن .
قال أبو عبيد الآجري : سمعته يقول : ولدت سنة اثنتين وصليت على عفان سنة عشرين ، ودخلت البصرة وهم يقولون : أمس مات . فسمعت من عثمان بن الهيثم المؤذن أبي عمر الضرير مجلسا واحدا .
قلت : مات في شعبان من سنة عشرين ، ومات عثمان قبله بشهر ، قال : وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ، ولم أسمع منه وسمعت من سعيد بن سليمان مجلسا واحدا ، ومن عاصم بن علي مجلسا واحدا .
قلت : وسمع بمكة من القعنبي ، . وسليمان بن حرب
وسمع من : مسلم بن إبراهيم ، وعبد الله بن رجاء ، ، وأبي الوليد الطيالسي ، وطبقتهم وموسى بن إسماعيل بالبصرة .
ثم سمع بالكوفة من : الحسن بن الربيع البوراني ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وطائفة . وسمع من : أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ، ومن : أبي جعفر النفيلي ، وأحمد بن أبي شعيب ، وعدة ، بحران . ومن حيوة بن شريح ، ويزيد بن عبد ربه ، وخلق بحمص . ومن صفوان بن صالح ، وهشام بن [ ص: 205 ] عمار ، بدمشق .
ومن إسحاق ابن راهويه وطبقته بخراسان . ومن وطبقته أحمد بن حنبل ببغداد . ومن قتيبة بن سعيد ببلخ .
ومن وخلق أحمد بن صالح بمصر . ومن إبراهيم بن بشار الرمادي ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، ، وعلي بن المديني والحكم بن موسى ، ، وخلف بن هشام ، وسعيد بن منصور وسهل بن بكار ، ، وشاذ بن فياض وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد .
وعبد الرحمن بن المبارك العيشي ، وعبد السلام بن مطهر ، وعبد الوهاب بن نجدة ، ، وعلي بن الجعد ، وعمرو بن عون وعمرو بن مرزوق ، ، ومحمد بن الصباح الدولابي ومحمد بن المنهال الضرير ، ومحمد بن كثير العبدي ، ، ومسدد بن مسرهد ومعاذ بن أسد ، ، وأمم سواهم . ويحيى بن معين
حدث عنه : أبو عيسى ، في " جامعه " ، ، فيما قيل ، والنسائي وإبراهيم بن حمدان العاقولي وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم ابن الأشناني البغدادي ، نزيل الرحبة ، راوي " السنن " عنه وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني ، وأبو بكر النجاد ، وأبو عمرو أحمد بن علي بن حسن البصري ، راوي " السنن " عنه .
وأحمد بن داود بن سليم ، وأبو سعيد ابن الأعرابي راوي " السنن " بفوت له ، وأبو بكر أحمد بن محمد الخلال الفقيه ، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي ، وأحمد بن المعلى الدمشقي ، وإسحاق بن موسى الرملي الوراق .
وإسماعيل بن محمد الصفار ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، والحسن بن صاحب الشاشي ، والحسن بن عبد الله الذارع ، [ ص: 206 ] والحسين بن إدريس الهروي ، ، وزكريا بن يحيى الساجي وعبد الله بن أحمد الأهوازي عبدان ، وابنه أبو بكر ابن أبي داود ، وأبو بكر ابن أبي الدنيا ، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب ، وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، وعلي بن الحسن بن العبد الأنصاري ، أحد رواة " السنن " وعلي بن عبد الصمد ما غمه وعيسى بن سليمان البكري ، والفضل بن العباس بن أبي الشوارب .
وأبو بشر الدولابي الحافظ ، وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، راوي " السنن " ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري ، راوي كتاب " القدر " له ، ومحمد بن بكر بن داسة التمار ، من رواة " السنن " ومحمد بن جعفر بن الفريابي ، ومحمد بن خلف بن المرزبان ، ومحمد بن رجاء البصري ، وأبو سالم محمد بن سعيد الأدمي .
وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الهاشمي المكي ، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك الرواس ، راوي " السنن " بفواتات ، وأبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري الحافظ ، ومحمد بن مخلد العطار الخضيب ، ومحمد بن المنذر شكر ومحمد بن يحيى بن مرداس السلمي ، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني . [ ص: 207 ]
وقد روى في " سننه " مواضع يقول : حدثنا النسائي أبو داود ، حدثنا سليمان بن حرب ، وحدثنا النفيلي ، وحدثنا عبد العزيز بن يحيى المدني ، ، وعلي بن المديني ، وعمرو بن عون ومسلم بن إبراهيم ، وأبو الوليد ، فالظاهر أن أبا داود في كل الأماكن هو السجستاني ، فإنه معروف بالرواية عن السبعة ، لكن شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في الرواية عن بعضهم ، فمكثر عن والنسائي الحراني .
وقد روى في كتاب " الكنى " ، عن النسائي سليمان بن الأشعث ، ولم يكنه ، وذكر في " النبل " أن الحافظ ابن عساكر يروي عن النسائي . أبي داود السجستاني
أنبأني جماعة سمعوا ابن طبرزد ، أخبرنا أبو البدر الكرخي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو عمر الهاشمي ، أخبرنا أبو علي اللؤلؤي ، أخبرنا أبو دواد ، حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين قال : [ ص: 208 ] جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : السلام عليكم . فرد عليه ، ثم جلس ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- " عشر " . ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه ، فجلس ، فقال : " عشرون " . ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فرد عليه ، فجلس ، وقال : " ثلاثون "
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد -فيما أظن- وعمر بن محمد الفارسي وجماعة ، قالوا : أخبرنا عبد الله بن عمر ، أخبرنا عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا أبو الحسن الداودي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا عيسى بن عمر السمرقندي ، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ ، أخبرنا محمد بن كثير ، فذكره بنحوه .
أخرجه ، عن أبو عبد الرحمن النسائي أبي داود ، عن محمد بن كثير ، وأخرجه أبو عيسى في " جامعه " عن الحافظ عبد الله الدارمي ، فوافقناهما بعلو .
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم الفقيه بقراءتي ، أخبرنا علي بن مختار ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الصوفي ، أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا ، أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة ، حدثنا ، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن : أبي هريرة [ ص: 209 ] هذا حديث صحيح غريب وأخرجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تلقي الجلب ، فإن تلقاه متلق فاشتراه ، فصاحب السلعة بالخيار إذا ورد السوق الترمذي من طريق عبيد الله بن عمرو ، وهو من أفراده .
وقع لنا عدة أحاديث عالية ، وكتاب " الناسخ " له . وسكن لأبي داود البصرة بعد هلاك الخبيث طاغية الزنج ، فنشر بها العلم ، وكان يتردد إلى بغداد .
قال الخطيب أبو بكر : يقال : إنه صنف كتابه " السنن " قديما ، وعرضه على ، فاستجاده ، واستحسنه . أحمد بن حنبل
قال أبو عبيد : سمعت أبا داود يقول : رأيت خالد بن خداش ، ولم أسمع منه ، ولم أسمع من يوسف الصفار ، ولا من ابن الأصبهاني ، ولا من عمرو بن حماد ، والحديث رزق .
قال أبو عبيد الآجري : وكان أبو داود لا يحدث عن ابن الحماني ، ولا عن سويد ، ولا عن ابن كاسب ، ولا عن محمد بن حميد ، ولا عن سفيان بن وكيع .
وقال أبو بكر بن داسة : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني [ ص: 210 ] كتاب " السنن " ، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح ، وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، أحدها : قوله -صلى الله عليه وسلم- : والثاني : الأعمال بالنيات والثالث : قوله : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه والرابع : الحديث . الحلال بين
رواها الخطيب : حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القاري الدينوري بلفظه : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي ، سمع . ابن داسة
قوله : يكفي الإنسان لدينه ، ممنوع ، بل يحتاج المسلم إلى عدد كثير من السنن الصحيحة مع القرآن . [ ص: 211 ]
قال أبو بكر الخلال : أبو داود الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ، وبصره بمواضعه أحد في زمانه ، رجل ورع مقدم ، سمع منه حديثا واحدا ، كان أحمد بن حنبل أبو داود يذكره .
قلت : هو حديث أبي داود ، عن محمد بن عمرو الرازي ، عن عبد الرحمن بن قيس ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي العشراء ، عن أبيه : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن العتيرة ، فحسنها .
وهذا حديث منكر ، تكلم في ابن قيس من أجله وإنما المحفوظ عند حماد بهذا السند حديث : . أما تكون الذكاة إلا من اللبة .
ثم قال الخلال : وكان إبراهيم الأصبهاني ابن أورمة ، وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله .
وقال أحمد بن محمد بن ياسين : كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف ، والصلاح والورع ، من فرسان الحديث . [ ص: 212 ]
وقال أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ، : لما صنف وإبراهيم الحربي أبو داود كتاب " السنن " ألين الحديث ، كما ألين لأبي داود لداود ، -عليه السلام- الحديد .
: سمعت الحاكم الزبير بن عبد الله بن موسى ، سمعت محمد بن مخلد يقول : كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث ، ولما صنف كتاب " السنن " ، وقرأه على الناس ، صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف ، يتبعونه ولا يخالفونه ، وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه .
وقال الحافظ موسى بن هارون : خلق أبو داود في الدنيا للحديث ، وفي الآخرة للجنة .
وقال علان بن عبد الصمد : سمعت أبا داود ، وكان من فرسان الحديث .
قال : أبو حاتم بن حبان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ، ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن .
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده : الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ من الصواب أربعة : ، البخاري ومسلم ، ثم أبو داود ، . والنسائي
وقال : أبو عبد الله الحاكم أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ، سمع بمصر والحجاز ، والشام والعراقين وخراسان . وقد كتب [ ص: 213 ] بخراسان قبل خروجه إلى العراق ، في بلده وهراة . وكتب ببغلان عن قتيبة ، وبالري عن إبراهيم بن موسى ، إلا أن أعلى إسناده : القعنبي ، ومسلم بن إبراهيم . . . وسمى جماعة . قال : وكان قد كتب قديما بنيسابور ، ثم رحل بابنه أبي بكر إلى خراسان .
روى أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، قال : دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين ، وما رأيت بدمشق مثل أبي النضر الفراديسي ، وكان كثير البكاء ، كتبت عنه سنة اثنتين وعشرين .
قال القاضي الخليل بن أحمد السجزي : سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول : جاء إلى سهل بن عبد الله التستري ، فقيل : يا أبي داود السجستاني أبا داود : هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرا ، فرحب به ، وأجلسه ، فقال سهل : يا أبا داود ! لي إليك حاجة . قال : وما هي ؟ قال : حتى تقول : قد قضيتها مع الإمكان . قال : نعم . قال : أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أقبله . فأخرج إليه لسانه فقبله .
روى ، عن إسماعيل بن محمد الصفار الصاغاني ، قال : لين لأبي داود السجستاني الحديث ، كما لين لداود الحديد .
وقال موسى بن هارون : ما رأيت أفضل من أبي داود .
قال : سمعت ابن داسة أبا داود يقول : ذكرت في " السنن " الصحيح وما يقاربه ، فإن كان فيه وهن شديد بينته [ ص: 214 ]
قلت : فقد وفى -رحمه الله- بذلك بحسب اجتهاده ، وبين ما ضعفه شديد ، ووهنه غير محتمل ، وكاسر عن ما ضعفه خفيف محتمل ، فلا يلزم من سكوته -والحالة هذه- عن الحديث أن يكون حسنا عنده ، ولا سيما إذا حكمنا على حد الحسن باصطلاحنا المولد الحادث ، الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسم من أقسام الصحيح ، الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء ، أو الذي يرغب عنه أبو عبد الله البخاري ، ويمشيه مسلم ، وبالعكس ، فهو داخل في أداني مراتب الصحة ، فإنه لو انحط عن ذلك لخرج عن الاحتجاج ، ولبقي متجاذبا بين الضعف والحسن ، فكتاب أبي داود أعلى ما فيه من الثابت ما أخرجه الشيخان ، وذلك نحو من شطر الكتاب ، ثم يليه ما أخرجه أحد الشيخين ، ورغب عنه الآخر ، ثم يليه ما رغبا عنه ، وكان إسناده جيدا ، سالما من علة وشذوذ ، ثم يليه ما كان إسناده صالحا ، وقبله العلماء لمجيئه من وجهين لينين فصاعدا ، يعضد كل إسناد منهما الآخر ، ثم يليه ما ضعف إسناده لنقص حفظ راويه ، فمثل هذا يمشيه أبو داود ، ويسكت عنه غالبا ، ثم يليه ما كان بين الضعف من جهة راويه ، فهذا لا [ ص: 215 ] يسكت عنه ، بل يوهنه غالبا ، وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته ، والله أعلم .
قال الحافظ زكريا الساجي : كتاب الله أصل الإسلام ، وكتاب أبي داود عهد الإسلام .
قلت : كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء ، فكتابه يدل على ذلك ، وهو من نجباء أصحاب ، لازم مجلسه مدة ، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول . الإمام أحمد
وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها ، وترك الخوض [ ص: 216 ] في مضائق الكلام .
روى الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : كان يشبه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه ودله . وكان عبد الله بن مسعود علقمة يشبه بعبد الله في ذلك .
قال جرير بن عبد الحميد : وكان يشبه إبراهيم النخعي بعلقمة في ذلك ، وكان منصور يشبه بإبراهيم .
وقيل : كان يشبه سفيان الثوري بمنصور ، وكان يشبه وكيع بسفيان ، وكان أحمد يشبه بوكيع ، وكان أبو داود يشبه بأحمد .
قال : حدثني الخطابي عبد الله بن محمد المسكي ، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود -رحمه الله- قال : كنت مع أبي داود ببغداد ، فصلينا المغرب ، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفق -يعني ولي العهد- فدخل ، ثم أقبل عليه أبو داود ، فقال : ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت ؟ قال : خلال ثلاث . قال : وما هي ؟ قال : تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا ، ليرحل إليك طلبة العلم ، فتعمر بك ، فإنها قد خربت ، وانقطع عنها الناس ، لما جرى عليها من محنة الزنج . فقال : هذه واحدة . قال : وتروي لأولادي " السنن " . قال : نعم ، هات الثالثة . قال : وتفرد لهم مجلسا ، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة . قال : أما هذه فلا سبيل إليها ، لأن الناس في العلم سواء .
قال ابن جابر : فكانوا يحضرون ويقعدون في كم حيري ، عليه ستر ، ويسمعون مع العامة . [ ص: 217 ] قال : كان ابن داسة كم واسع وكم ضيق ، فقيل له في ذلك ، فقال : الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه . لأبي داود
قال أبو بكر ابن أبي داود : سمعت أبي يقول : خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن .
قال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : الليث روى عن الزهري ، وروى عن أربعة ، عن الزهري ، حدث عن : خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري .
وسمعت أبا داود يقول : كان عمير بن هانئ قدريا ، يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة ، قتل صبرا بداريا أيام يزيد بن الوليد ، وكان يحرض عليه .
قال أبو داود : مسلمة بن محمد حدثنا عنه مسدد ، قال أبو عبيد : فقلت : حدث عن لأبي داود ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة عائشة : " إياكم والزنج ، فإنه خلق مشوه " ؟ فقال : من حدث بهذا ، فاتهمه .
وقال أبو داود : ليس هو عندي حجة ، هو يونس بن بكير والبكائي سمعا من ابن إسحاق بالري .
قال : الحاكم سليمان بن الأشعث السجستاني مولده بسجستان ، وله ولسلفه إلى الآن بها عقد وأملاك وأوقاف ، خرج منها في طلب الحديث إلى البصرة ، فسكنها ، وأكثر بها السماع عن سليمان بن حرب ، وأبي النعمان ، [ ص: 218 ] وأبي الوليد ، ثم دخل إلى الشام ومصر ، وانصرف إلى العراق ، ثم رحل بابنه أبي بكر إلى بقية المشايخ ، وجاء إلى نيسابور ، فسمع ابنه من إسحاق بن منصور ، ثم خرج إلى سجستان . وطالع بها أسبابه ، وانصرف إلى البصرة واستوطنها .
وحدثنا محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني ، حدثنا أبو بكر ابن أبي داود ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عمرو الرازي ، حدثنا عبد الرحمن بن قيس ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي العشراء الدارمي ، عن أبيه : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن العتيرة ، فحسنها .
قيل : إن أحمد كتب عن أبي هذا ، فذكرت له ، فقال : نعم . قلت : وكيف كان ذلك ؟ فقال : ذكرنا يوما أحاديث أبي العشراء ، فقال أحمد : لا أعرف له إلا ثلاثة أحاديث ، ولم يرو عنه إلا حماد حديث اللبة وحديث : رأيت على أبي العشراء عمامة . فذكرت لأحمد هذا ، فقال : أمله علي . ثم قال : لمحمد بن أبي سمينة عند أبي داود حديث غريب . فسألني ، فكتبه عني محمد بن يحيى بن أبي سمينة .
قال : وأخبرنا الحاكم : سمعت أبو حاتم بن حبان ابن أبي داود ، سمعت أبي يقول : أدركت من أهل الحديث من أدركت ، لم يكن فيهم أحفظ للحديث ، ولا أكثر جمعا له من ابن معين ، ولا أورع ولا أعرف بفقه الحديث من أحمد ، وأعلمهم بعلله ، ورأيت علي بن المديني إسحاق -على حفظه ومعرفته- يقدم ، ويعترف له . [ ص: 219 ] أحمد بن حنبل
وحدثني أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده ، حدثني عبد الكريم ابن النسائي ، حدثني أبي ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة ، قال : سمع الزهري من ثلاثة عشر رجلا ، من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنس ، سهل ، السائب ، سنين أبي جميلة ، رجل من بلي ، محمود بن الربيع ابن أبي صعير ، ، وقالوا : أبي أمامة بن سهل ابن عمر ؟ فقال : رأيت ابن عمر سن على وجهه الماء سنا . وقالوا : يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم قبض ، إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن أزهر .
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وإسماعيل بن عبد الرحمن ومحمد بن بيان بقراءتي ، أخبركم الحسن بن صباح ، أخبرنا عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا علي بن الحسن القاضي ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر النحاس ، قال : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي ، حدثنا أبو داود سليمان بن حرب ، ، قالا : أخبرنا ومسدد حماد ، عن ثابت ، عن أبي بردة ، عن الأغر -وكانت له صحبة- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : [ ص: 220 ] . إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
أخرجه مسلم أيضا من حديث حماد هذا ، وهو ابن زيد ، وأخرجه مسلم من حديث عمرو بن مرة ، عن أبي بردة ، عن الأغر بن يسار المزني ، وقيل : الجهني ، وما علمته روى شيئا سوى هذا الحديث .
وأخبرناه أبو سعيد الثغري ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا عبد الحق ، أخبرنا علي بن محمد ، أخبرنا أبو الحسن الحمامي ، أخبرنا ابن قانع ، حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، قال : عمرو بن مرة أخبرني ، قال : سمعت أبا بردة يحدث عن رجل من جهينة ، يقال له : الأغر ، وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : . يا أيها الناس ! توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إلى الله في كل يوم مائة مرة
قال أبو داود في " سننه " : شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا ، ورأيت أترجة على بعير ، وقد قطعت قطعتين ، وعملت مثل عدلين .
فأما سجستان ، الإقليم الذي منه الإمام أبو داود : فهو إقليم صغير منفرد ، متاخم لإقليم السند ، غربيه بلد هراة ، وجنوبيه مفازة ، بينه وبين إقليم فارس وكرمان ، وشرقيه مفازة وبرية بينه وبين مكران التي هي قاعدة السند ، وتمام هذا الحد الشرقي بلاد الملتان ، وشماليه أول الهند .
فأرض سجستان كثيرة النخل والرمل ، وهي من الإقليم الثالث من السبعة ، وقصبة سجستان هي : زرنج ، وعرضه اثنتان وثلاثون درجة ، وتطلق [ ص: 221 ] زرنج ، على سجستان ، ولها سور ، وبها جامع عظيم ، وعليها نهر كبير ، وطولها من جزائر الخالدات تسع وثمانون درجة ، والنسبة إليها أيضا : " سجزي " ، وهكذا ينسب ، أبو عوانة الإسفراييني أبا داود فيقول : السجزي ، وإليها ينسب مسند الوقت أبو الوقت السجزي . وقد قيل -وليس بشيء- : إن أبا داود من سجستان قرية من أعمال البصرة ، ذكره القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " فأبو داود أول ما قدم من البلاد ، دخل بغداد ، وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وذلك قبل أن يرى البصرة ، ثم ارتحل من بغداد إلى البصرة .
قال أبو عبيد الآجري : توفي أبو داود في سادس عشر شوال ، سنة خمس وسبعين ومائتين .
قلت : كان أخوه محمد بن الأشعث أسن منه بقليل ، وكان رفيقا له في الرحلة .
يروي عن : أصحاب شعبة .
روى عنه : ابن أخيه . ومات كهلا قبل أبو بكر بن أبي داود أبي دواد بمدة .