[ ص: 371 ] عبد الله بن نافع الصائغ ( م ، 4 )
. من كبار فقهاء المدينة بالغ القاضي عياض في تقريظه ، وذكره في صدر كتاب " المدارك " له ، فقال ولقد بعث سحنون في محمد بن رزين ، وقد بلغه أنه يروي عن عبد الله بن نافع ، فقال له : أنت سمعت من ابن نافع ؟ فقال : أصلحك الله إنما هو الزبيري وليس بالصائغ ، فقال له : فلم دلست ؟ ثم قال سحنون : ماذا يخرج بعدي من العقارب ؟ ! فقد رأى سحنون وجوب بيانهما ، وإن كانا ثقتين إمامين ، حتى لا تختلط رواياتهما ، فإن الصائغ أكبر وأقدم وأثبت في مالك لطول صحبته له ، وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة ، وهو الذي يحكي عنه يحيى بن يحيى ، ويرويان عنه ، ولم يسمع منه وسحنون سحنون سماعه وإنما سمعه من أشهب كما نذكره بعد . ووفاته سنة ست وثمانين ومائة .
قلت : هذا قد قيل في وفاته ، والأصح ما سنذكره بعد فيها .
قال ومات الزبيري سنة ست عشرة ومائتين ، وهو شيخ ابن [ ص: 372 ] حبيب ، وسعيد بن حسان ، وكثيرا ما تختلط روايتهم عند الفقهاء ، حتى لا علم عند أكثرهم بأنهما رجلان ، وربما جاءت رواية أحدهما مخالفة لرواية الآخر ، فيقولون : في ذلك اختلاف عن ابن نافع . وقد وهم فيهما عظيم من شيوخ الأندلسيين بعد أن فرق بينهما ; لكنه زعم أن أحدهما ولد نافع مولى ابن عمر ، وإنما عبد الله بن نافع العمري شيخ قديم يذكر مع ابن أبي ذئب ونحوه .
قلت : وعبد الله الصائغ حديثه مخرج في الكتب الستة سوى " صحيح " وهو من موالي البخاري بني مخزوم .
ولد سنة نيف وعشرين ومائة .
وحدث عن : محمد بن عبد الله بن حسن الذي قام بالمدينة وقتل وأسامة بن زيد الليثي ، ، ومالك بن أنس ، وابن أبي ذئب وسليمان بن يزيد الكعبي صاحب أنس ، وكثير بن عبد الله بن عوف ، وداود بن قيس الفراء وخلق سواهم وليس هو بالمتوسع في الحديث جدا ، بل كان بارعا في الفقه .
حدث عنه : ، محمد بن عبد الله بن نمير ، وأحمد بن صالح وسحنون بن سعيد ، ، وسلمة بن شبيب والحسن بن علي الخلال ، ، ويونس بن عبد الأعلى ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والزبير بن بكار وأحمد بن الحسن الترمذي ، وعدة . [ ص: 373 ]
روى أبو طالب عن قال : كان صاحب رأي أحمد بن حنبل مالك .
وكان يفتي أهل المدينة ، ولم يكن صاحب حديث ، كان ضيقا فيه .
وقال : ثقة . يحيى بن معين
وقال : تعرف وتنكر . البخاري
وقال أبو حاتم : هو لين في حفظه ، وكتابه أصح .
وقال : ليس به بأس . النسائي
وقال : روى عن ابن عدي مالك غرائب .
وقال ابن سعد : كان قد لزم لزوما شديدا ، ثم قال : وهو دون مالكا معن ، قال : وتوفي في شهر رمضان سنة ست ومائتين .
قلت : فهذا الصواب في وفاته ، وما عداه ، فوهم وتصحيف .
وقد أخطأ الإمام أبو أحمد بن عدي في ترجمته خطأ لا يحتمل منه ، وذلك أنه لم يرو في ترجمته سوى حديث واحد ، فساقه بإسناده ، إلى عبد الوهاب بن بخت المكي ، عن عبد الله بن نافع ، عن ، عن أبيه ، فذكر حديثا ، ثم إنه قال : وإذا روى عن هشام بن عروة عبد الله مثل عبد الوهاب [ ص: 374 ] بن بخت ، يكون ذلك دليلا على جلالته ، وهو من رواية الكبار عن الصغار .
قلت : من أين يمكن أن يروي عن عبد الله بن نافع الصائغ هشام ، ولم يأخذ عن أحد حتى مات هشام ؟ ومن أين يمكن أن يحدث عبد الوهاب عن الصائغ ، وإنما ولد الصائغ بعد موت عبد الوهاب بأعوام عديدة ؟ وإنما عبد الله بن نافع المذكور في الحديث مولى ابن عمر ، مات قديما في دولة . أبي جعفر المنصور