فحل الشعراء أبو الحسن ، علي بن جبلة بن مسلم الخراساني .
قال : كان أحسن خلق الله إنشادا ، ما رأيت مثله بدويا ولا حضريا . الجاحظ
وكان من الموالي ، وقد ولد أعمى ، وكان أسود أبرص ، وشعره سائر . وهو القائل في أبي دلف الأمير :
ذاد ورد الغي عن صدره فارعوى واللهو من وطره
ومن المديح :إنما الدنيا أبو دلف بين مغزاه ومختصره
فإذا ولى أبو دلف ولت الدنيا على أثره
كان من في الأرض من عرب بين باديه إلى حضره
مستعير منك مكرمة يكتسيها يوم مفتخره
أيها المنتاب عن عفره لست من ليلي ولا سمره
وقال ابن المعتز في " طبقات الشعراء " : لما بلغ المأمون خبر هذه القصيدة غضب ، وقال : اطلبوه ، فطلبوه ، فلم يقدروا عليه ، لأنه كان مقيما بالجبل ، ففر إلى الجزيرة ، ثم إلى الشامات ، فظفروا به ، فحمل مقيدا إلى المأمون ، فقال : يا ابن اللخناء ، أنت القائل : كل من في الأرض من عرب . . . . . . . . . . . . . . . جعلتنا نستعير منه المكارم ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، أنتم أهل بيت لا يقاس بكم ، قال : والله ما أبقيت أحدا ، وإنما أستحل دمك بكفرك ، حيث تقول :
أنت الذي تنزل الأيام منزلها
وتنقل الدهر من حال إلى حال وما مددت مدى طرف إلى أحد
إلا قضيت بأرزاق وآجال