الإمام ، صاحب العربية ، ومنشئ علم العروض أبو عبد الرحمن ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، البصري ، أحد الأعلام [ ص: 430 ] حدث عن : أيوب السختياني ، وعاصم الأحول ، ، والعوام بن حوشب . وغالب القطان
أخذ عنه النحو ، سيبويه ، والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ، ، ووهب بن جرير ، وآخرون . والأصمعي
وكان رأسا في لسان العرب ، دينا ، ورعا ، قانعا ، متواضعا ، كبير الشأن ، يقال : إنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق إليه ، ففتح له بالعروض ، وله كتاب : " العين " ، في اللغة . وثقه . وقيل : كان متقشفا متعبدا . قال ابن حبان النضر : أقام الخليل في خص له بالبصرة ، لا يقدر على فلسين ، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال ، وكان كثيرا ما ينشد :
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
وكان -رحمه الله- مفرط الذكاء . ولد سنة مائة ومات سنة بضع وستين ومائة وقيل : بقي إلى سنة سبعين ومائة وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية ، ومات ولم يتمم كتاب [ ص: 431 ] " العين " ، ولا هذبه ، ولكن العلماء يغرفون من بحره . قال ابن خلكان : الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي قيل : كان يعرف علم الإيقاع والنغم ، ففتح له ذلك علم العروض . وقيل : مر بالصفارين فأخذه من وقع مطرقة على طست وهو معدود في الزهاد ، كان يقول : إني لأغلق علي بابي ، فما يجاوزه همي .وقال : أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا عند الأربعين وعنه قال : لا يعرف الرجل خطأ معلمه ، حتى يجالس غيره قال أيوب بن المتوكل : كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا ، لم يره بأنه أفاده ، وإن استفاد من أحد شيئا ، أراه بأنه استفاد منه . قلت : صار طوائف في زماننا بالعكس .