ابن هبيرة
أمير العراقين أبو خالد يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري . نائب مروان الحمار .
كان بطلا شجاعا ، سائسا جوادا ، فصيحا ، خطيبا . وكان من الأكلة ، وله في كثرة الأكل أخبار .
[ ص: 208 ] هزمته الخراسانية فدخل إلى واسط ، فحاصره المنصور مدة ، ثم خدعه المنصور ، وآمنه ، ونكث فدخلوا عليه داره فقتلوه صبرا وابنه داود ، ومماليكه ، وحاجبه . فسجد لله فنزلوا عليه فهبروه .
وقد كان ولي حلب . مولده في سنة سبع وثمانين وعاش خمسا وأربعين سنة . للوليد بن يزيد
قال المدائني : كان جسيما ، كثير الأكل ، ضخما ، طويلا ، شجاعا ، خطيبا ، رزقه في السنة ستمائة ألف . وكان يفرقها في العلماء والوجوه .
وعن محمد بن كثير ، أن السفاح ألح على أخيه أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة ، وهو يراجعه لكونه حلف له . فكتب إليه وأنبه ليقتلنه . فولى قتله الهيثم بن شعبة ، وقد ولي أبوه أيضا إمرة العراقين ليزيد بن عبد الملك بعد المائة . قتل يزيد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان أبو مسلم الخراساني هو الذي أغرى السفاح بقتل ابن هبيرة . وكان ابن هبيرة يركب ركبة عظيمة إلى أبي جعفر ، فنهاه الحاجب إلى أن بقي في ثلاثة .