[ ص: 179 ] ليث بن أبي سليم ( 4 ، خت ، م تبعا )
ابن زنيم ، محدث الكوفة وأحد علمائها الأعيان على لين في حديثه لنقص حفظه . مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي . أبو بكر ، ويقال : أبو بكير الكوفي . وفي اسم أبيه أبي سليم أقوال : أيمن ، ويقال : أنس ، ويقال : زيادة ، وعيسى .
ولد بعد الستين ، لعل في دولة يزيد ، وحدث عن أبي بردة ، والشعبي ، ومجاهد وطاوس ، وعطاء ، ونافع مولى ابن عمر ، وشهر ، وعكرمة ، وزيد بن أرطاة ، وابن أبي مليكة ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، وخلق . ولم نجد له شيئا عن صغار الصحابة ، ولكنه معدود في صغار التابعين . وكان في حياة بعض الصحابة كابن أبي أوفى وأنس رجلا .
حدث عنه الثوري ، وزائدة ، وشعبة ، وشيبان ، وشريك ، وزهير ، والفضيل بن عياض ، وأبو عوانة ، ويعقوب القمي ، وعبيد الله بن عمرو ، وأبو الأحوص ، وزياد البكائي ، وابن إدريس ، والمحاربي وأبو إسحاق الفزاري ، وابن علية ، وجرير الضبي ، وحسان بن إبراهيم ، وحفص بن غياث ، وذواد بن علبة ، وأبو بدر السكوني ، وعبد الواحد بن زياد ، وعبد الوارث ، والقاسم بن مالك ، وأبو معاوية ، وابن فضيل وخلق كثير .
[ ص: 180 ] قال : أحمد بن حنبل ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث ، ولكن حدث عنه الناس . وقال : ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد ، منه في ليث ، وابن إسحاق ، . لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم . وهمام
وقال عبد الله بن أحمد : سألت فقال : سألت عثمان بن أبي شيبة ، جريرا ، عن ليث ، وعطاء بن السائب ، فقال : كان ويزيد بن أبي زياد ، ليث أكثر تخليطا ، ويزيد أحسنهم استقامة . قال عبد الله : فسألت أبي عن هذا ، فقال : أقول كما قال جرير .
قال عبد الله : قال لي : يحيى بن معين ليث أضعف من . يزيد فوقه في الحديث . يزيد بن أبي زياد
وروى معاوية بن صالح ، عن يحيى قال : ليث ضعيف ، إلا أنه يكتب حديثه . وقال الفلاس ، وغيره : كان لا يحدث عن يحيى القطان ليث ، ولا . وكان حجاج بن أرطاة عبد الرحمن يحدث عن سفيان وغيره ، عنهما .
وقال ابن المديني وغيره : سمعت يحيى يقول : مجالد أحب إلي من ليث وحجاج .
وقال أبو معمر القطيعي : كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم . وقال أحمد بن سنان : سمعت عبد الرحمن يقول : ليث ، وعطاء ، . ويزيد بن أبي زياد ليث أحسنهم حالا عندي . يحيى بن سليمان ، عن ابن إدريس ، قال : ما جلست إلى ليث بن أبي سليم إلا سمعت منه ما لم أسمع منه . قال أبو نعيم ، قال شعبة لليث : أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة : عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ؟ فقال : إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه . قال قبيصة : فقال رجل كان جالسا : فما زال شعبة متقيا لليث منذ يومئذ . قال عبد الملك أبو الحسن الميموني : سمعت يحيى ذكر ليث بن أبي سليم فقال : ضعيف الحديث عن طاوس ، فإذا جمع وغيره ، فالزيادة هو ضعيف . طاوسا
[ ص: 181 ] مؤمل بن الفضل ، عن عيسى بن يونس ، وقلنا له : لم لم تسمع من ليث ؟ قال : قد رأيته ، كان قد اختلط ، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن . وقال أبو حاتم : ليث أحب إلي من وأبرأ ساحة ، يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث . وقال يزيد بن أبي زياد ، أبو زرعة ، وغيره : ليث لا يشتغل به ، هو مضطرب الحديث ، لا تقوم به حجة .
عن أحمد بن يونس ، قال : كان فضيل بن عياض ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك . وقال أبو داود : سألت يحيى عن ليث ، فقال : ليس به بأس ، وقال : عامة شيوخه لا يعرفون .
وقال -بعد أن سرد أحاديث منكرة- : له أحاديث صالحة غير ما ذكرت ، وقد روى عنه ابن عدي شعبة ، وغيرهما من الثقات ، ومع الضعف الذي فيه ، يكتب حديثه . والثوري
وقال البرقاني : سألت عنه ، فقال : صاحب سنة يخرج حديثه . ثم قال : إنما أنكروا عليه الجمع بين الدارقطني عطاء وطاوس ومجاهد حسب .
قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه أيوب السختياني ، وبين وفاتيهما خمس ، وقيل : أربع ، وقيل : ثلاث ، وقيل : اثنتان وسبعون سنة . وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ،
وقال مطين : مات ليث سنة ثمان وثلاثين ومائة . وقال أبو بكر بن محمويه ، : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وقد استشهد به وابن حبان في [ ص: 182 ] صحيحه . وروى له البخاري مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني ، والباقون من الستة . وقد قال عبد الوارث : كان ليث من أوعية العلم ، وقال أبو بكر بن عياش : كان من أكثر الناس صلاة وصياما فإذا وقع على شيء لم يرده .
وقال ابن شوذب ، عن ليث ، قال : أدركت الشيعة الأولى بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا .
قال : ابن حبان ليث بن أبي سليم واسمه أنس ، ولد بالكوفة ، وكان معلما بها ، وكان من العباد ، ولكن اختلط في آخر عمره ، حتى كان لا يدري ما يحدث به ، فكان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم . كل ذلك كان منه في اختلاطه ، تركه يحيى القطان ، وابن مهدي ، وأحمد ، . وابن معين
روى ليث عن مجاهد عن ابن عمر ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : الزنى يورث الفقر حدثناه الحسن بن سفيان ، حدثنا حرملة ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا الماضي بن محمد عنه .
وليث عن مجاهد ، عن عائشة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : رواه عنه إذا كثرت ذنوب [ ص: 183 ] العبد ، ولم يكن له من العمل ما يكفرها ، ابتلاه الله بالحزن زائدة .
مؤمل بن الفضل : سألت عيسى بن يونس عن ليث ، فقال : قد رأيته وكان قد اختلط ، وكنت ربما مررت به ارتفاع النهار ، وهو على المنارة يؤذن .
ومن مناكيره : روى عبد الوارث ، عنه ، عن مجاهد عن وعطاء ، في الذي وقع على أهله في رمضان ، قال : أبي هريرة فزاد فيه : قال : أعتق رقبة فأهد بدنة فذكر هذا وأسقط : . فصم شهرين متتابعين
أبو حفص الأبار ، عن ليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، مرفوعا : . لا يركب البحر إلا حاج ، أو معتمر ، أو غاز
[ ص: 184 ] أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عمر : أن امرأة قالت : يا رسول الله ، ما حق الزوج على زوجته ؟ قال : لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب ، ولا تصوم إلا بإذنه ، ولا تصدق من بيته إلا بإذنه ، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه . فإن فعلت لعنتها الملائكة حتى تموت ، أو تراجع . قالت : يا نبي الله ، وإن كان لها ظالما ؟ قال وإن كان لها ظالما الحديث رواه جرير ، عن ليث ، عن عطاء نفسه ، عن ابن عمر .
قلت : بعض الأئمة يحسن لليث ، ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن ، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب . فيروى في الشواهد والاعتبار ، وفي الرغائب والفضائل ، أما في الواجبات ، فلا .