[ ] أمر أبي دجانة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ، أخو أبو دجانة سماك بن خرشة بني ساعدة ، فقال : وما حقه يا رسول الله ؟ قال : أن تضرب به العدو حتى ينحني ، قال : أنا آخذه يا رسول الله بحقه ، فأعطاه إياه وكان من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام إليه رجال ، فأمسكه عنهم ؛ حتى قام إليه أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب ، إذا كانت ، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء ، فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل ؛ فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك ، فعصب بها رأسه ، وجعل يتبختر بين الصفين .
[ ص: 67 ] قال ابن إسحاق : فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن رجل من الأنصار من بني سلمة ، قال : يتبختر : إنها لمشية يبغضها الله ، إلا في مثل هذا الموطن أبا دجانة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين رأى
[ أمر أبي عامر الفاسق ]
قال ابن إسحاق : وحدثني : عاصم بن عمر بن قتادة أن أبا عامر ، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان ، أحد بني ضبيعة ، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، معه خمسون غلاما من الأوس ، وبعض الناس كان يقول : كانوا خمسة عشر رجلا ، وكان يعد قريشا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان ؛ فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة ، فنادى : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر ؛ قالوا : فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق - وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية : الراهب ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفاسق - فلما سمع ردهم عليه قال : لقد أصاب قومي بعدي شر ، ثم قاتلهم قتالا شديدا ، ثم راضخهم بالحجارة .