قال ابن إسحاق : وقال في يوم علي بن أبي طالب بدر : قال ابن هشام : ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ولا نقيضتها ، وإنما كتبناهما لأنه يقال : إن عمرو بن عبد الله بن جدعان قتل يوم بدر ، ولم يذكره ابن إسحاق في القتلى ، وذكره في هذا الشعر [ ص: 12 ] :
ألم تر أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة
فلاقوا هوانا من إسار ومن قتل فأمسى رسول الله قد عز نصره
وكان رسول الله أرسل بالعدل فجاء بفرقان من الله منزل
مبينة آياته لذوي العقل فآمن أقوام بذاك وأيقنوا
فأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم
فزادهم ذو العرش خبلا على خبل وأمكن منهم يوم بدر رسوله
وقوما غضابا فعلهم أحسن الفعل بأيديهم بيض خفاف عصوا بها
وقد حادثوها بالجلاء وبالصقل فكم تركوا من ناشئ ذي حمية
صريعا ومن ذي نجدة منهم كهل تبيت عيون النائحات عليهم
تجود بأسبال الرشاش وبالوبل نوائح تنعى عتبة الغي وابنه
وشيبة تنعاه وتنعى أبا جهل وذا الرجل تنعى وابن جدعان فيهم
مسلبة حرى مبينة الثكل ثوى منهم في بئر بدر عصابة
ذوي نجدات في الحروب وفي المحل دعا الغي منهم من دعا
فأجابه وللغي أسباب مرمقة الوصل عن الشغب والعدوان في أشغل الشغل
فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل