قال ابن إسحاق : وكان مما قيل من الشعر في يوم بدر ، وتراد به القوم بينهم لما كان فيه ، قول حمزة بن عبد المطلب يرحمه الله : قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها ونقيضتها [ ص: 9 ] :
ألم تر أمرا كان من عجب الدهر وللحين أسباب مبينة الأمر وما ذاك إلا أن قوما أفادهم
فحانوا تواص بالعقوق وبالكفر عشية راحوا نحو بدر بجمعهم
فكانوا رهونا للركية من بدر وكنا طلبنا العير لم نبغ غيرها
فساروا إلينا فالتقينا على قدر فلما التقينا لم تكن مثنوية
لنا غير طعن بالمثقفة السمر وضرب ببيض يختلي الهام حدها
مشهرة الألوان بينة الأثر ونحن تركنا عتبة الغي ثاويا
وشيبة في القتلى تجرجم في الجفر وعمرو ثوى فيمن ثوى من حماتهم
فشقت جيوب النائحات على عمرو جيوب نساء من لؤي بن غالب
كرام تفرعن الذوائب من فهر أولئك قوم قتلوا في ضلالهم
وخلوا لواء غير محتضر النصر لواء ضلال قاد إبليس أهله
فخاس بهم ، إن الخبيث إلى غدر وقال لهم ، إذ عاين الأمر واضحا
برئت إليكم ما بي اليوم من صبر فإني أرى ما لا ترون وإنني
أخاف عقاب الله والله ذو قسر فقدمهم للحين حتى تورطوا
وكان بما لم يخبر القوم ذا خبر فكانوا غداة البئر ألفا وجمعنا
ثلاث مئين كالمسدمة الزهر وفينا جنود الله حين يمدنا
بهم في مقام ثم مستوضح الذكر فشد بهم جبريل تحت لوائنا
لدى مأزق فيه مناياهم تجري