[ ضمام بن ثعلبة وافدا عن بني سعد بن بكر ] قدوم
قال ابن إسحاق : وبعث بنو سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا منهم ، يقال له ضمام بن ثعلبة .
[ سؤاله الرسول أسئلة ثم إسلامه ]
قال ابن إسحاق : فحدثني محمدبن الوليد بن نويفع عن ، عن كريب ، مولى عبد الله بن عباس ابن عباس ، قال : [ ص: 574 ] بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عليه ، وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ؛ وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين ، فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا ابن عبد المطلب . قال : أمحمد ؟ قال : نعم ؛ قال : يا بن عبد المطلب ، إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة ، فلا تجدن في نفسك ، قال : لا أجد في نفسي ، فسل عما بدا لك .
قال : أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولا ؟ قال : اللهم نعم ؛ قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : اللهم نعم ، قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : اللهم نعم ؛ قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة . الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها ، ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها ، حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ؛ وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه ، ثم لا أزيد ولا أنقص . ثم انصرف إلى بعيره راجعا . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة بعثت
[ دعوته قومه للإسلام ]
قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه ، فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئس اللات والعزى قالوا : مه يا ضمام اتق البرص ، اتق الجذام ، اتق الجنون قال : ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان ، إن الله قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا أستنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ، وما نهاكم عنه ، قال : فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما . [ ص: 575 ] قال : يقول : فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة . عبد الله بن عباس