[ ] تجنب الرسول لقاء قريش
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر : أن رجلا من أسلم قال : أنا يا رسول الله ، قال : فسلك بهم طريقا وعرا أجرل بين شعاب ، فلما خرجوا منه ، وقد شق ذلك على المسلمين وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي [ ص: 310 ] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس : قولوا نستغفر الله ونتوب إليه فقالوا ذلك ، فقال : والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل . فلم يقولوها .
قال ابن شهاب : فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فقال : اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمش ، في طريق ( تخرجه ) على ثنية المرار مهبط الحديبية من أسفل مكة قال : فسلك الجيش ذلك الطريق ، فلما رأت خيل قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ، رجعوا راكضين إلى قريش ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا سلك ، في ثنية المرار بركت ناقته ، فقالت الناس : خلأت الناقة ، قال : ما خلأت وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة . لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها
ثم قال للناس : انزلوا ؛ قيل له : يا رسول الله : ما بالوادي ماء ننزل عليه ، فأخرج سهما من كنانته . فأعطاه رجلا من أصحابه ، فنزل به في قليب من تلك القلب . فغرزه في جوفه ، فجاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن .