الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3258 حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم عن داود عن الشعبي عن علقمة قال قلت لابن مسعود رضي الله عنه هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد قال ما صحبه منا أحد ولكن قد افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة فقلنا اغتيل أو استطير ما فعل به فبتنا بشر ليلة بات بها قوم حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به يجيء من قبل حراء قال فذكروا له الذي كانوا فيه فقال أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم قال الشعبي وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة فقال كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحما وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ) هو ابن علية ( عن داود ) هو ابن أبي هند . قوله : ( قال ما صحبه منا أحد ) قال النووي : هذا صريح في إبطال الحديث المروي في سنن أبي داود وغيره المذكور فيه الوضوء بالنبيذ وحضور ابن مسعود معه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فإن هذا الحديث صحيح وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدثين ومداره على زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول انتهى . ( افتقدناه ) فقده يفقده من باب ضرب أي عدمه وافتقده مثله ( وهو بمكة ) جملة حالية ( اغتيل ) بصيغة المجهول أي قتل سرا من الاغتيال وهو القتل في خفية ( استطير ) بصيغة المجهول أيضا من الاستطار أي طارت به الجن ( إذا نحن به ) أي برسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا للمفاجأة ( من قبل ) بكسر القاف وفتح الموحدة ( حراء ) قال في القاموس حراء ككتاب وكعلى عن عياض ، ويؤنث ويمنع جبل بمكة فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( قال الشعبي وسألوه الزاد إلخ ) . قال الدارقطني انتهى حديث ابن مسعود عند قوله فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وما بعده من قول الشعبي ، كذا رواه أصحاب داود الراوي عن الشعبي وابن علية وابن زريع وابن أبي زائدة وابن إدريس وغيرهم ، هكذا قاله الدارقطني وغيره .

                                                                                                          ومعنى قوله : إنه من كلام الشعبي ؛ أنه ليس مرويا عن ابن مسعود بهذا الحديث وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام إلا بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله النووي ( كل عظم لم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحما ) وفي رواية مسلم : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما " . وفي هاتين الروايتين تخالف ظاهر ويمكن أن يجمع بينهما بأن المراد بقوله : " ذكر اسم الله عليه " أي عند الذبح ، وبقوله ( لم يذكر اسم الله عليه ) يعني عند الأكل وإلا فما في الصحيح هو أصح .

                                                                                                          قوله ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم .

                                                                                                          [ ص: 102 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية