الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3190 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن بكر السهمي عن حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي صالح عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يخذفون أهل الأرض ويسخرون منهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا سليم بن أخضر عن حاتم بن أبي صغيرة بهذا الإسناد نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( عن حاتم بن أبي صغيرة ) هو أبو يونس البصري وأبو صغيرة اسمه مسلم وهو جده لأمه وقيل زوج أمه ، ثقة من السادسة . قوله وتأتون في ناديكم النادي والندي والمنتدى مجلس القوم ومتحدثهم ولا يقال للمجلس ناد إلا ما دام فيه أهله المنكر اختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه فقيل : كانوا يخذفون الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب ، وقيل كانوا : يتضارطون في مجالسهم قالته عائشة ، وقيل : كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضا ، وقيل : كانوا يلعبون بالحمام ، وقيل : كانوا يناقرون بين الديكة ويناطحون بين الكباش ; وقيل : يبزق بعضهم على بعض ويلعبون بالنرد والشطرنج ويلبسون المصبغات ; وكان من أخلاقهم مضغ العلك وتطريف [ ص: 37 ] الأصابع بالحناء وحل الإزار والصفير ، ولا مانع من أنهم كانوا يفعلون جميع هذه المنكرات . ذكره صاحب فتح البيان . قلت : يؤيد الاحتمال الأول حديث أم هانئ هذا ( كانوا يخذفون ) من الخذف بالخاء والذال المعجمتين وهو رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذ بين سبابتيك وهذا تفسير لإتيانهم المنكر ( ويسخرون منهم ) عطف على يخذفون . قال في القاموس : سخر منه أي هزئ . قوله ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم .




                                                                                                          الخدمات العلمية