الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2489 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكرياء عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=661552قال حسان يا رسول الله ائذن لي في أبي سفيان قال كيف بقرابتي منه nindex.php?page=treesubj&link=32110_31602_18938_16369قال والذي أكرمك لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من الخمير فقال حسان
وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
قصيدته هذه حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بهذا الإسناد قالت استأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين ولم يذكر أبا سفيان وقال بدل الخمير العجين
قوله : ( يا رسول الله ائذن لي في أبي سفيان . قال : كيف بقرابتي منه ؟ قال : والذي أكرمك لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من الخمير ، فقال حسان :
وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
) وبعد هذا بيت لم يذكره مسلم وبذكره تتم الفائدة والمراد وهو :
ومن ولدت أبناء زهرة منهمو كرام ولم يقرب عجائزك المجد
[ ص: 40 ] المراد ببنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله والزبير وأبي طالب . ومراده بأبي سفيان هذا المذكور المهجو nindex.php?page=showalam&ids=9809أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك الوقت ، ثم أسلم وحسن إسلامه .
وقوله : ولدت أبناء زهرة منهم مراده هالة بنت وهب بن عبد مناف أم حمزة nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية .
وأما قوله : ووالدك العبد فهو سب nindex.php?page=showalam&ids=9809لأبي سفيان بن الحارث ، ومعناه أن أم الحارث بن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا هي سمية بنت موهب ، وموهب غلام لبني عبد مناف وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك ، وهو مراده بقوله : ولم يقرب عجائزك المجد .
قوله : لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من الخمير المراد بالخمير العجين كما قال في الرواية الأخرى ، ومعناه لأتلطفن في تخليص نسبك من هجوه بحيث لا يبقى جزء من نسبك في نسبهم الذي ناله الهجو ، كما أن الشعرة إذا سلت من العجين لا يبقى منها شيء فيه ، بخلاف ما لو سلت من شيء صلب فإنها ربما انقطعت فبقيت منها فيه بقية .