قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ : ( أَنَّ عَائِشَةَ عَرَكَتْ ) هُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ وَمَعْنَاهُ حَاضَتْ . يُقَالُ : عَرَكَتْ تَعْرُكُ عُرُوكًا كَقَعَدَتْ تَقْعُدُ قُعُودًا .

قَوْلُهُ : ( أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ) وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، سَبَقَ بَيَانُهُ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ لِمَذْهَبِ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ وَمُوَافِقِيهِ أَنَّ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ الْإِحْرَامَ بِالْحَجِّ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُحْرِمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، وَلَا يُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ ، وَسَبَقَتِ الْمَسْأَلَةُ وَمَذَاهِبُ الْعُلَمَاءِ فِيهَا فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الْحَجِّ .

[ ص: 320 ] قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505629هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ فَاغْتَسِلِي ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ ) هَذَا الْغُسْلُ هُوَ nindex.php?page=treesubj&link=3421الْغُسْلُ لِلْإِحْرَامِ ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُهُ ، وَأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ مَنْ أَرَادَ الْإِحْرَامَ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ سَوَاءٌ الْحَائِضُ وَغَيْرُهَا .

قَوْلُهُ : ( حَتَّى إِذَا طَهَرَتْ ) بِفَتْحِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا ، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ .

قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505630حَتَّى إِذَا طَهَرَتْ طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا ) هَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ عُمْرَتَهَا لَمْ تَبْطُلْ ، وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْهَا ، وَأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505631ارْفُضِي عُمْرَتَكِ وَدَعِي عُمْرَتَكِ ) مُتَأَوَّلٌ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ وَاضِحًا فِي أَوَائِلِ هَذَا الْبَابِ .

قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505632حَتَّى إِذَا طَهَرَتْ طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ قَالَ : قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا ) يُسْتَنْبَطُ مِنْهُ ثَلَاثُ مَسَائِلَ حَسَنَةٍ إِحْدَاهَا أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ قَارِنَةً وَلَمْ تَبْطُلْ عُمْرَتُهَا ، وَأَنَّ الرَّفْضَ الْمَذْكُورَ مُتَأَوَّلٌ كَمَا سَبَقَ ، وَالثَّانِيَةُ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=3758_3759الْقَارِنَ يَكْفِيهِ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ مَذْهَبُ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، وَالْجُمْهُورِ ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَطَائِفَةٌ : يَلْزَمُهُ طَوَافَانِ وَسَعْيَانِ ، وَالثَّالِثَةُ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=3587السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يُشْتَرَطُ وُقُوعُهُ بَعْدَ طَوَافٍ صَحِيحٍ ، وَمَوْضِعُ الدَّلَالَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ الْحَاجُّ غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ، وَلَمْ تَسْعَ كَمَا لَمْ تَطُفْ فَلَوْ لَمْ يَكُنِ السَّعْيُ مُتَوَقِّفًا عَلَى تَقَدُّمِ الطَّوَافِ عَلَيْهِ لَمَا أَخَّرَتْهُ . وَاعْلَمْ أَنَّ طُهْرَ عَائِشَةَ هَذَا الْمَذْكُورَ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَهُوَ يَوْمُ النَّحْرِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَكَانَ ابْتِدَاءُ حَيْضِهَا هَذَا يَوْمَ السَّبْتِ أَيْضًا لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عَشْرَةٍ ، ذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي كِتَابِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ .

قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3505633وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا سَهْلًا حَتَّى إِذَا هَوِيَتِ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ ) مَعْنَاهُ إِذَا هَوِيَتْ شَيْئًا لَا نَقْصَ فِيهِ فِي الدِّينِ مِثْلَ طَلَبِهَا الِاعْتِمَارَ وَغَيْرَهُ أَجَابَهَا إِلَيْهِ . وَقَوْلُهُ : ( سَهْلًا ) أَيْ سَهْلَ الْخُلُقِ كَرِيمَ الشَّمَائِلِ لَطِيفًا مُيَسَّرًا فِي الْخُلُقِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ وَفِيهِ nindex.php?page=treesubj&link=11349حُسْنُ مُعَاشَرَةِ الْأَزْوَاجِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=19وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا سِيَّمَا فِيمَا كَانَ مِنْ بَابِ الطَّاعَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ ( خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ مَعَنَا النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ ) الْوِلْدَانُ هُمُ الصِّبْيَانُ ، فَفِيهِ [ ص: 321 ] صِحَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=3299حَجِّ الصَّبِيِّ ، وَالْحَجِّ بِهِ وَمَذْهَبُ مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَالْعُلَمَاءِ كَافَّةً فَمَنْ بَعْدَهُمْ أَنَّهُ يَصِحُّ حَجُّ الصَّبِيِّ وَيُثَابُ عَلَيْهِ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ nindex.php?page=treesubj&link=3298حَجُّ الْبَالِغِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُجْزِيهِ عَنْ فَرْضِ الْإِسْلَامِ ، فَإِذَا بَلَغَ بَعْدَ ذَلِكَ وَاسْتَطَاعَ لَزِمَهُ فَرْضُ الْإِسْلَامِ . وَخَالَفَ أَبُو حَنِيفَةَ الْجُمْهُورَ فَقَالَ : لَا يَصِحُّ لَهُ إِحْرَامٌ وَلَا حَجٌّ وَلَا ثَوَابَ فِيهِ ، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَحْكَامِ الْحَجِّ ، قَالَ : وَإِنَّمَا يُحْتَجُّ بِهِ لِيَتَمَرَّنَ وَيَتَعَلَّمَ وَيَتَجَنَّبَ مَحْظُورَاتِهِ لِلتَّعَلُّمِ . كَذَلِكَ لَا تَصِحُّ صَلَاتُهُ وَإِنَّمَا يُؤْمَرُ بِهَا لِمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَكَذَلِكَ عِنْدَهُ سَائِرُ الْعِبَادَاتِ ، وَالصَّوَابُ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ nindex.php?page=hadith&LINKID=3505634أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .