قَوْلُهُ : ( عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ) حِينَ نُهِينَ عَنِ النِّيَاحَةِ ( فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِلَّا آلَ فُلَانٍ ) هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى [ ص: 533 ] التَّرْخِيصِ nindex.php?page=showalam&ids=62لِأُمِّ عَطِيَّةَ فِي آلِ فُلَانٍ خَاصَّةً كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ ، وَلَا تَحِلُّ النِّيَاحَةُ لِغَيْرِهَا ، وَلَا لَهَا فِي غَيْرِ آلِ فُلَانٍ ، كَمَا هُوَ صَرِيحٌ فِي الْحَدِيثِ . وَلِلشَّارِعِ أَنْ يَخُصَّ مِنَ الْعُمُومِ مَا شَاءَ فَهَذَا صَوَابُ الْحُكْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ . وَاسْتَشْكَلَ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ ، وَقَالُوا فِيهِ أَقْوَالًا عَجِيبَةً . وَمَقْصُودِي التَّحْذِيرُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِهَا حَتَّى إِنَّ بَعْضَ الْمَالِكِيَّةِ قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=2315النِّيَاحَةُ لَيْسَتْ بِحَرَامٍ بِهَذَا الْحَدِيِثِ وَقِصَّةُ نِسَاءِ جَعْفَرٍ . قَالَ : وَإِنَّمَا الْمُحَرَّمُ مَا كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِ الْجَاهِلِيَّةِ كَشَقِّ الْجُيُوبِ وَخَمْشِ الْخُدُودِ وَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ . وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا وَأَنَّ النِّيَاحَةَ حَرَامٌ مُطْلَقًا وَهُوَ مَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ كَافَّةً ، وَلَيْسَ فِيمَا قَالَهُ هَذَا الْقَائِلُ دَلِيلٌ صَحِيحٌ لِمَا ذَكَرَهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .