باب إذا تحولت الصدقة

1423 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال هل عندكم شيء فقالت لا إلا شيء بعثت به إلينا نسيبة من الشاة التي بعثت بها من الصدقة فقال إنها قد بلغت محلها

التالي السابق

الشرح

قَوْلُهُ : ( بَابُ إِذَا تَحَوَّلَتِ الصَّدَقَةُ ) فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ : " إِذَا حُوِّلَتْ " بِضَمِّ أَوَّلِهِ ، أَيْ فَقَدْ جَازَ لِلْهَاشِمِيِّ تَنَاوُلُهَا .

[ ص: 418 ] قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا خَالِدٌ ) هُوَ الْحَذَّاءُ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ .

قَوْلُهُ : ( هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ) أَيْ مِنَ الطَّعَامِ ، وَقَوْلُهُ : " نُسَيْبَةُ " - بِالنُّونِ وَالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ مُصَغَّرٌ - اسْمُ أُمِّ عَطِيَّةَ .

قَوْلُهُ : ( مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ ) بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ أَيْ بَعَثْتَ بِهَا أَنْتَ .

قَوْلُهُ : ( بَلَغَتْ مَحَلَّهَا ) أَيْ أَنَّهَا لَمَّا تَصَرَّفَتْ فِيهَا بِالْهَدِيَّةِ لِصِحَّةِ مِلْكِهَا لَهَا انْتَقَلَتْ عنْ حُكْمِ الصَّدَقَةِ ، فَحَلَّتْ مَحَلَّ الْهَدِيَّةِ ، وَكَانَتْ تَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِخِلَافِ الصَّدَقَةِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْهِبَةِ ، وَهَذَا تَقْرِيرُ ابْنِ بَطَّالٍ بَعْدَ أَنْ ضَبَطَ مَحَلَّهَا بِفَتْحِ الْحَاءِ ، وَضَبَطَهُ بَعْضُهُمْ بِكَسْرِهَا مِنَ الْحُلُولِ ؛ أَيْ بَلَغَتْ مُسْتَقَرَّهَا ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَعَلَيْهِ عَوَّلَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ . وَهَذَا نَظِيرُ قِصَّةِ بَرِيرَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَسْطُهُ فِي كِتَابِ الْهِبَةِ .

قوله : ( باب إذا تحولت الصدقة ) في رواية أبي ذر : " إذا حولت " بضم أوله ، أي فقد جاز للهاشمي تناولها .

[ ص: 418 ] قوله : ( حدثنا خالد ) هو الحذاء والإسناد كله بصريون .

قوله : ( هل عندكم شيء ) أي من الطعام ، وقوله : " نسيبة " - بالنون والمهملة والموحدة مصغر - اسم أم عطية .

قوله : ( من الشاة التي بعثت ) بفتح المثناة أي بعثت بها أنت .

قوله : ( بلغت محلها ) أي أنها لما تصرفت فيها بالهدية لصحة ملكها لها انتقلت عن حكم الصدقة ، فحلت محل الهدية ، وكانت تحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بخلاف الصدقة كما سيأتي في الهبة ، وهذا تقرير ابن بطال بعد أن ضبط محلها بفتح الحاء ، وضبطه بعضهم بكسرها من الحلول ؛ أي بلغت مستقرها ، والأول أولى ، وعليه عول البخاري في الترجمة . وهذا نظير قصة بريرة كما سيأتي بسطه في كتاب الهبة .