الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب
75 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=650073ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال nindex.php?page=treesubj&link=18624_31464اللهم علمه الكتاب
قوله : ( باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم علمه الكتاب ) استعمل لفظ الحديث ترجمة تمسكا بأن ذلك لا يختص جوازه nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس ، والضمير على هذا لغير مذكور ، ويحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس نفسه لتقدم ذكره في الحديث الذي قبله ، إشارة إلى أن الذي وقع nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس من غلبته للحر بن قيس إنما كان بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر ) هو عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المعروف بالمقعد البصري .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد ) هو ابن مهران الحذاء .
قوله : ( ضمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) زاد المصنف في فضل ابن عباس عن مسدد عن عبد الوارث " إلى صدره " وكان ابن عباس إذ ذاك غلاما مميزا ، فيستفاد منه جواز nindex.php?page=treesubj&link=19966احتضان الصبي القريب على سبيل الشفقة .
قوله : ( علمه الكتاب ) بين المصنف في كتاب الطهارة من طريق عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس سبب هذا الدعاء ، ولفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3502566دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلاء فوضعت له وضوءا " زاد مسلم . " nindex.php?page=hadith&LINKID=3502567فلما خرج قال : من وضع هذا ؟ فأخبر " ولمسلم قالوا ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق سعيد بن جبير عنه أن ميمونة هي التي أخبرته بذلك ، وأن ذلك كان في بيتها ليلا ، ولعل ذلك كان في الليلة التي بات ابن عباس فيها عندها ليرى صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى .
وقد أخرج أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس في قيامه خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل وفيه : " فقال لي ما بالك ؟ أجعلك حذائي فتخلفني . فقلت : أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله ؟ فدعا لي أن يزيدني الله فهما وعلما " والمراد بالكتاب القرآن لأن العرف الشرعي عليه ، والمراد بالتعليم ما هو أعم من حفظه والتفهم فيه . ووقع في رواية مسدد " الحكمة " بدل الكتاب وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أن ذلك هو الثابت في الطرق كلها عن خالد الحذاء ، كذا قال وفيه نظر ; لأن المصنف أخرجه أيضا من حديث وهيب عن خالد بلفظ : " الكتاب " أيضا ، فيحمل على أن المراد بالحكمة أيضا القرآن ، فيكون بعضهم رواه بالمعنى . nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي [ ص: 205 ] nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال : دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أوتى الحكمة مرتين ، فيحتمل تعدد الواقعة ، فيكون المراد بالكتاب القرآن وبالحكمة السنة . ويؤيده أن في رواية عبيد الله بن أبي يزيد التي قدمناها عند الشيخين : " اللهم فقهه في الدين " لكن لم يقع عند مسلم " في الدين " . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في الجمع أن أبا مسعود ذكره في أطراف الصحيحين بلفظ " اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل " قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي : وهذه الزيادة ليست في الصحيحين . قلت : وهو كما قال . نعم هي في رواية سعيد بن جبير التي قدمناها عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ورواها ابن سعد من وجه آخر عن عكرمة مرسلا ، وأخرج البغوي في معجم الصحابة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن ابن عمر : كان عمر يدعو ابن عباس ويقربه ويقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=3502568إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاك يوما فمسح رأسك وقال : " اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل " . ووقع في بعض نسخ ابن ماجه من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء في حديث الباب بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3502569اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب " وهذه الزيادة مستغربة من هذا الوجه ، فقد رواه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي وغيرهما من طريق عبد الوهاب بدونها ، وقد وجدتها عند ابن سعد من وجه آخر عن طاوس عن ابن عباس قال : دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح على ناصيتي وقال : " اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب " . وقد رواه أحمد عن هشيم عن خالد في حديث الباب بلفظ : " مسح على رأسي " وهذه الدعوة مما تحقق إجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها ، لما علم من حال ابن عباس في معرفة التفسير والفقه في الدين رضي الله عنه .
واختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا فقيل : القرآن كما تقدم ، وقيل العمل به ، وقيل السنة ، وقيل الإصابة في القول ، وقيل الخشية ، وقيل الفهم عن الله ، وقيل العقل ، وقيل ما يشهد العقل بصحته ، وقيل نور يفرق به بين الإلهام والوسواس ، وقيل سرعة الجواب مع الإصابة . وبعض هذه الأقوال ذكرها بعض أهل التفسير في تفسير قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12ولقد آتينا لقمان الحكمة . والأقرب أن المراد بها في حديث ابن عباس الفهم في القرآن ، وسيأتي مزيد لذلك في المناقب إن شاء الله تعالى .