[ ص: 265 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ( 80 ) .

( nindex.php?page=treesubj&link=28983_31896_31895فلما استيئسوا منه ) أي : أيسوا من يوسف أن يجيبهم إلى ما سألوه . وقال أبو عبيدة : استيئسوا استيقنوا أن الأخ لا يرد إليهم . ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خلصوا نجيا ) أي : خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون لا يخالطهم غيرهم .

والنجي يصلح للجماعة كما قال ها هنا ، ويصلح للواحد كقوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وقربناه نجيا ) ( مريم - 52 ) وإنما جاز للواحد والجمع لأنه مصدر جعل نعتا كالعدل والزور ، ومثله النجوى يكون اسما ومصدرا ، قال الله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47وإذ هم نجوى ) ( الإسراء - 47 ) ، أي : متناجون . وقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة ) ( المجادلة - 7 ) ، وقال في المصدر ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إنما النجوى من الشيطان ) ( المجادلة - 10 ) .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قال كبيرهم ) يعني : في العقل والعلم لا في السن . قال ابن عباس والكلبي : هو يهوذا وهو أعقلهم . وقال مجاهد : هو شمعون وكانت له الرئاسة على إخوته . وقال قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، والضحاك : هو روبيل وكان أكبرهم في السن ، وهو الذي نهى الإخوة عن قتل يوسف .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا ) عهدا . ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80من الله ومن قبل ما فرطتم ) قصرتم ( في يوسف ) واختلفوا في محل " ما " ; قيل : هو نصب بإيقاع العلم عليه ، يعني : ألم تعلموا من قبل تفريطكم في يوسف . [ ص: 266 ]

وقيل : وهو في محل الرفع على الابتداء وتم الكلام عند قوله : ( من الله ) ثم قال ( ومن قبل ) هذا تفريطكم في يوسف ] وقيل : ( ما ) صلة . أي : ومن قبل هذا فرطتم في يوسف .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلن أبرح الأرض ) التي أنا بها وهي أرض مصر ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80حتى يأذن لي أبي ) بالخروج منها ويدعوني ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أو يحكم الله لي ) برد أخي إلي ، أو بخروجي وترك أخي . وقيل : أو يحكم الله لي بالسيف فأقاتلهم وأسترد أخي .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وهو خير الحاكمين ) أعدل من فصل بين الناس .

[ ص: 265 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ( 80 ) .

( nindex.php?page=treesubj&link=28983_31896_31895فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ ) أَيْ : أَيِسُوا مِنْ يُوسُفَ أَنْ يُجِيبَهُمْ إِلَى مَا سَأَلُوهُ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : اسْتَيْئَسُوا اسْتَيْقَنُوا أَنَّ الْأَخَ لَا يُرَدُّ إِلَيْهِمْ . ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80خَلَصُوا نَجِيًّا ) أَيْ : خَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ يَتَنَاجَوْنَ وَيَتَشَاوَرُونَ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ .

وَالنَّجِيُّ يَصْلُحُ لِلْجَمَاعَةِ كَمَا قَالَ هَا هُنَا ، وَيَصْلُحُ لِلْوَاحِدِ كَقَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=52وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) ( مَرْيَمَ - 52 ) وَإِنَّمَا جَازَ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ جُعِلَ نَعْتًا كَالْعَدْلِ وَالزُّورِ ، وَمِثْلُهُ النَّجْوَى يَكُونُ اسْمًا وَمَصْدَرًا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47وَإِذْ هُمْ نَجْوَى ) ( الْإِسَرَاءِ - 47 ) ، أَيْ : مُتَنَاجُونَ . وَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ ) ( الْمُجَادَلَةِ - 7 ) ، وَقَالَ فِي الْمَصْدَرِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ ) ( الْمُجَادَلَةِ - 10 ) .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80قَالَ كَبِيرُهُمْ ) يَعْنِي : فِي الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ لَا فِي السِّنِّ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْكَلْبِيُّ : هُوَ يَهُوذَا وَهُوَ أَعْقَلُهُمْ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ شَمْعُونُ وَكَانَتْ لَهُ الرِّئَاسَةُ عَلَى إِخْوَتِهِ . وَقَالَ قَتَادَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَالضَّحَّاكُ : هُوَ رُوبِيلُ وَكَانَ أَكْبَرَهُمْ فِي السِّنِّ ، وَهُوَ الَّذِي نَهَى الْإِخْوَةَ عَنْ قَتْلِ يُوسُفَ .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا ) عَهْدًا . ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ ) قَصَّرْتُمْ ( فِي يُوسُفَ ) وَاخْتَلَفُوا فِي مَحَلِّ " مَا " ; قِيلَ : هُوَ نَصْبٌ بِإِيقَاعِ الْعَلَمِ عَلَيْهِ ، يَعْنِي : أَلَمْ تَعْلَمُوا مِنْ قَبْلِ تَفْرِيطِكُمْ فِي يُوسُفَ . [ ص: 266 ]

وَقِيلَ : وَهُوَ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَتَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ : ( مِنَ اللَّهِ ) ثُمَّ قَالَ ( وَمِنْ قَبْلُ ) هَذَا تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ ] وَقِيلَ : ( مَا ) صِلَةٌ . أَيْ : وَمِنْ قَبْلِ هَذَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ ) الَّتِي أَنَا بِهَا وَهِيَ أَرْضُ مِصْرَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ) بِالْخُرُوجِ مِنْهَا وَيَدْعُونِي ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ) بِرَدِّ أَخِي إِلَيَّ ، أَوْ بِخُرُوجِي وَتَرْكِ أَخِي . وَقِيلَ : أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي بِالسَّيْفِ فَأُقَاتِلُهُمْ وَأَسْتَرِدُّ أَخِي .

( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) أَعْدَلُ مَنْ فَصَلَ بَيْنَ النَّاسِ .