[ ص: 584 ] [ ص: 585 ] [ ص: 586 ] [ ص: 587 ] سورة الإخلاص
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
( قل هو الله أحد ( 1 ) الله الصمد ( 2 ) )
( قل هو الله أحد ) روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى هذه السورة .
وروى أبو ظبيان ، عن وأبو صالح ، ابن عباس : أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عامر : إلام تدعونا يا محمد ؟ قال : إلى الله ، قال : صفه لنا أمن ذهب هو ؟ أم من فضة ؟ أم من حديد ؟ أم من خشب ؟ فنزلت هذه السورة فأهلك الله أربد بالصاعقة وعامر بن الطفيل بالطاعون ، وقد ذكرناه في سورة الرعد .
وقال الضحاك وقتادة ومقاتل : جاء ناس من أحبار اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : صف لنا ربك يا محمد لعلنا نؤمن بك ، فإن الله أنزل نعته في التوراة ، فأخبرنا من أي شيء هو ؟ وهل يأكل ويشرب ؟ ومن يرث منه ؟ فأنزل الله هذه السورة . [ ص: 588 ]
( قل هو الله أحد ) أي واحد ، ولا فرق بين الواحد والأحد ، يدل عليه قراءة ابن مسعود : قل هو الله الواحد . ( الله الصمد ) قال ابن عباس ، ومجاهد والحسن : " الصمد " الذي لا جوف له . وسعيد بن جبير
قال الشعبي : الذي لا يأكل ولا يشرب .
وقيل : تفسيره ما بعده ، روى أبو العالية عن أبي بن كعب قال : " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد ; لأن من يولد سيموت ، ومن يرث يورث منه .
قال : هو السيد الذي قد انتهى سؤدده ، وهو رواية أبو وائل شقيق بن سلمة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد . وعن سعيد بن جبير أيضا : هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله . وقيل : هو السيد المقصود في [ الحوائج . وقال ] هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب . تقول العرب : صمدت فلانا أصمده صمدا - بسكون الميم - إذا قصدته [ والمقصود ] : صمد بفتح الميم . السدي
وقال قتادة : " الصمد " الباقي بعد فناء خلقه . وقال عكرمة : " الصمد " الذي ليس فوقه أحد ، وهو قول علي . وقال الربيع : الذي لا تعتريه الآفات . قال مقاتل بن حيان : الذي لا عيب فيه .