[ ص: 390 ] [ ص: 391 ] [ ص: 392 ] [ ص: 393 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( 1 ) ) قوله تعالى : (
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءك المنافقون ) يا محمد ( قالوا ) بألسنتهم ( نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله ) قال المنافقون ذلك أو لم يقولوا ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) يقول : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون في إخبارهم عن أنفسهم أنها تشهد إنك لرسول الله ، وذلك أنها لا تعتقد ذلك ولا تؤمن به ، فهم كاذبون في خبرهم عنها بذلك .
وكان بعض أهل العربية يقول في قوله : ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) إنما كذب ضميرهم لأنهم أضمروا النفاق ، فكما لم يقبل إيمانهم ، وقد أظهروه ، فكذلك جعلهم كاذبين ، لأنهم أضمروا غير ما أظهروا .