القول في تأويل قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ( 56 ) لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير ( 57 ) )
يقول تعالى ذكره : ( وأقيموا أيها الناس الصلاة ) بحدودها ، فلا تضيعوها ، ( وآتوا الزكاة ) التي فرضها الله عليكم أهلها ، وأطيعوا رسول ربكم فيما أمركم ونهاكم ( لعلكم ترحمون ) يقول : كي يرحمكم ربكم ، فينجيكم من عذابه ، وقوله : ( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ) يقول تعالى ذكره : لا تحسبن يا محمد ، الذين كفروا بالله معجزيه في الأرض إذا أراد إهلاكهم ( ومأواهم ) بعد هلاكهم ( النار ولبئس المصير ) [ ص: 211 ] الذي يصيرون إليه ذلك المأوى . وقد كان بعضهم يقول : " لا يحسبن الذين كفروا " بالياء ، وهو مذهب ضعيف عند أهل العربية ; وذلك أن " تحسب " محتاج إلى منصوبين . وإذا قرئ " يحسبن " لم يكن واقعا إلا على منصوب واحد ، غير أني أحسب أن قائله بالياء ظن أنه قد عمل في " معجزين " وأن منصوبه الثاني " في الأرض " ، وذلك لا معنى له ، إن كان ذلك قصد .