[ ص: 455 ] القول في تأويل ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ( 89 ) ) قوله تعالى : (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل شعيب لقومه : ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي ) ، يقول : لا يحملنكم عداوتي وبغضي ، وفراق الدين الذي أنا عليه ، على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله ، وعبادة الأوثان ، وبخس الناس في المكيال والميزان ، وترك الإنابة والتوبة ، فيصيبكم ( مثل ما أصاب قوم نوح ) ، من الغرق ( أو قوم هود ) ، من العذاب ( أو قوم صالح ) ، من الرجفة ( وما قوم لوط ) الذين ائتفكت بهم الأرض ( منكم ببعيد ) ، هلاكهم ، أفلا تتعظون به ، وتعتبرون؟ يقول : فاعتبروا بهؤلاء ، واحذروا أن يصيبكم بشقاقي مثل الذي أصابهم . كما : -
18502 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( لا يجرمنكم شقاقي ) ، يقول : لا يحملنكم فراقي ، ( أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح ) ، الآية .
18503 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( لا يجرمنكم شقاقي ) ، يقول : لا يحملنكم شقاقي .
18504 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن قوله : ( ابن جريج لا يجرمنكم شقاقي ) ، قال : عداوتي وبغضائي وفراقي .
18505 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن [ ص: 456 ] معمر ، عن قتادة : ( وما قوم لوط منكم ببعيد ) ، قال : إنما كانوا حديثا منهم قريبا يعني قوم نوح وعاد وثمود وصالح .
18506 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( وما قوم لوط منكم ببعيد ) ، قال : إنما كانوا حديثي عهد قريب ، بعد نوح وثمود .
قال أبو جعفر : وقد يحتمل أن يقال : معناه : وما دار قوم لوط منكم ببعيد .