قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ثمود لصالح نبيهم : ( قالت يا صالح قد كنت فينا مرجوا ) ، أي كنا نرجو أن تكون فينا سيدا قبل هذا القول الذي قلته لنا ، من أنه مالنا من إله غير الله ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) ، يقول : أتنهانا أن نعبد الآلهة التي كانت آباؤنا تعبدها ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ) [ ص: 370 ] ، يعنون أنهم لا يعلمون صحة ما يدعوهم إليه من توحيد الله ، وأن الألوهة لا تكون إلا له خالصا .
وقوله : ( مريب ) ، أي يوجب التهمة ، من "أربته فأنا أريبه إرابة" ، إذا فعلت به فعلا يوجب له الريبة ، ومنه قول الهذلي :
كنت إذا أتوته من غيب يشم عطفي ويبز ثوبي كأنما أربته بريب