[ ص: 35 ] القول في قالوا إنا إلى ربنا منقلبون ( 125 ) تأويل قوله ( وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( 126 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال السحرة مجيبة لفرعون ، إذ توعدهم بقطع الأيدي والأرجل من خلاف ، والصلب : " إنا إلى ربنا منقلبون " يعني بالانقلاب إلى الله ، الرجوع إليه والمصير وقوله : " وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا " ، يقول : ما تنكر منا ، يا فرعون ، وما تجد علينا ، إلا من أجل أن آمنا ، أي صدقنا " بآيات ربنا " ، يقول : بحجج ربنا وأعلامه وأدلته التي لا يقدر على مثلها أنت ولا أحد ، سوى الله الذي له ملك السماوات والأرض . ثم فزعوا إلى الله بمسألته الصبر على عذاب فرعون ، وقبض أرواحهم على الإسلام فقالوا : ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) ، يعنون بقولهم : "أفرغ" ، أنزل علينا حبسا يحبسنا عن الكفر بك ، عند تعذيب فرعون إيانا ( وتوفنا مسلمين ) ، يقول : واقبضنا إليك على الإسلام دين خليلك إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، لا على الشرك بك .
14957 - فحدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال ، حدثنا أسباط ، عن : ( السدي لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) ، فقتلهم [ ص: 36 ] وصلبهم ، كما قال حين قالوا : ( عبد الله بن عباس ، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) . قال : كانوا في أول النهار سحرة ، وفى آخر النهار شهداء .
14958 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن قال : كانت السحرة أول النهار سحرة ، وآخر النهار شهداء . عبيد بن عمير
14959 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وألقي السحرة ساجدين ) ، قال : ذكر لنا أنهم كانوا في أول النهار سحرة ، وآخره شهداء .
14960 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد : ( ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) ، قال : كانوا أول النهار سحرة ، وآخره شهداء .