رضي الله عنه] [بعض أقضية الصديق
وأخرج سيف في كتاب «الفتوح» عن شيوخه: أن المهاجر بن أبي أمية - وكان أمير اليمامة - رفع إليه امرأتان مغنيتان ; غنت إحداهما بشتم النبي صلى الله عليه وسلم: فقطع يدها ونزع ثناياها، وغنت الأخرى بهجاء [ ص: 193 ] المسلمين: فقطع يدها ونزع ثنيتها، فكتب إليه : (بلغني الذي فعلت في المرأة التي تغنت بشتم النبي صلى الله عليه وسلم، فلولا ما سبقتني فيها.. لأمرتك بقتلها ; لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم.. فهو مرتد، أو معاهد.. فهو محارب غادر، وأما التي تغنت بهجاء المسلمين: فإن كانت ممن يدعي الإسلام.. فأدب وتقدمة دون المثلة، وإن كانت ذمية.. فلعمري ; لما صفحت عنه من الشرك أعظم، ولو كنت تقدمت إليك في مثل هذا.. لبلغت مكروها، فاقبل الدعة، وإياك والمثلة في الناس ; فإنها مأثم ومنفرة إلا في قصاص). أبو بكر
وأخرج مالك عن والدارقطني صفية بنت أبي عبيد : (أن رجلا وقع على جارية بكر واعترف، فأمر به فجلد، ثم نفاه إلى فدك).
وأخرج أبو يعلى عن محمد بن حاطب قال: برجل قد سرق وقد قطعت قوائمه، أبي بكر فقال جيء إلى : (ما أجد لك شيئا إلا ما قضى فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك ; فإنه كان أعلم بك) فأمر بقتله . أبو بكر
وأخرج مالك عن القاسم بن محمد : أن رجلا من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم، فنزل على فشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه، فكان يصلي من الليل، فيقول أبي بكر، : وأبيك، ; ما ليلك بليل سارق!! ثم إنهم افتقدوا حليا لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر، فجعل يطوف معهم، ويقول: اللهم ; عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح، فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به، فاعترف الأقطع، أو شهد عليه، فأمر به أبو بكر فقطعت يده اليسرى، وقال أبو بكر : (والله ; لدعاؤه على نفسه أشد عندي عليه من سرقته). أبو بكر
[ ص: 194 ] وأخرج عن الدارقطني : ( أن أنس قطع في مجن ثمنه خمسة دراهم ). أبا بكر
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» عن أبي صالح قال: لما قدم أهل اليمن زمان وسمعوا القرآن.. جعلوا يبكون، فقال أبي بكر : (هكذا كنا، ثم قست القلوب) قال أبو بكر أبو نعيم: أي: قويت واطمأنت بمعرفة الله تعالى.
وأخرج عن البخاري قال: قال ابن عمر : (ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته). أبو بكر
وأخرج أبو عبيد في «الغريب» عن قال: (طوبى لمن مات في النأنأة): أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن. أبي بكر
وأخرج الأربعة ومالك عن قبيصة قال: ( تسأله ميراثها؟ فقال: ما لك في كتاب الله، وما علمت لك في سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس. أبي بكر الصديق
فقال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس، فقال المغيرة بن شعبة : هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة، فأنفذه لها أبو بكر أبو بكر . جاءت الجدة إلى
وأخرج مالك عن والدارقطني القاسم بن محمد : ( أن جدتين أتتا تطلبان ميراثهما ; أم أم وأم أب، فأعطى الميراث أم الأم، فقال له أبا بكر عبد الرحمن بن سهل الأنصاري - وكان ممن شهد بدرا، وهو أخو بني حارثة -: يا خليفة رسول الله ; أعطيت التي لو أنها ماتت.. لم يرثها؟ ! فقسمه بينهما ).
[ ص: 195 ] وأخرج في «مصنفه» عن عبد الرزاق - رضي الله عنها - حديث امرأة عائشة رفاعة التي طلقت منه، وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، فلم يستطع أن يغشاها، وأرادت العود إلى رفاعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». وهذا القدر في الصحيح، وزاد لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك : فقعدت، ثم جاءته فأخبرته أن قد مسها، فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول، وقال: «اللهم ; إن كان إنما بها أن ترجع إلى رفاعة.. فلا يتم لها نكاحه مرة أخرى»، ثم أتت عبد الرزاق أبا بكر في خلافتهما فمنعاها . وعمر
وأخرج عن البيهقي : ( أن عقبة بن عامر عمرو بن العاصي وشرحبيل بن حسنة بعثاه بريدا إلى برأس بنان بطريق الشام، فلما قدم على أبي بكر .. أنكر ذلك، فقال له عقبة: يا خليفة رسول الله ; فإنهم يصنعون ذلك بنا؟ ! أبي بكر
قال: أفيستنان بفارس والروم؟ ! لا يحمل إلي رأس، إنما يكفي الكتاب والخبر ).
وأخرج عن البخاري قال: ( دخل قيس بن أبي حازم على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: أبو بكر قال لها: تكلمي ; فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت فقالت: من أنت؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قالت: أي المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أي قريش؟ قال: إنك لسئول، أنا حجت مصمتة، ، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم، قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رءوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى قال: فهم أولئك على الناس ). أبو بكر
[ ص: 196 ] وأخرج عن البخاري - رضي الله عنها - قالت: ( كان عائشة غلام يخرج له الخراج، وكان لأبي بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ قال أبو بكر : ما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه). أبو بكر
وأخرج في «الزهد» عن أحمد قال: (لم أعلم أحدا استقاء من طعام أكله غير ابن سيرين وذكر القصة. أبي بكر...)
وأخرج عن النسائي أسلم: أن اطلع على عمر وهو آخذ بلسانه، فقال: (هذا الذي أوردني الموارد). أبي بكر
وأخرج أبو عبيد في «الغريب» عن أنه مر أبي بكر: بعبد الرحمن وهو يماظ جارا له، فقال له: (لا تماظ جارك ; فإنه يبقى ويذهب عنك الناس).
المماظة: المنازعة والمخاصمة.