ومن شعر يخاطب أخاه الأمين ويعيره بأمه ، لما بلغه عنه أنه يعدد مثالبه ، ويفضل نفسه عليه ، أنشده المأمون : الصولي
لا تفخرن عليك بعد بقية والفخر يكمل للفتى المتكامل وإذا تطاولت الرجال بفضلها
فاربع; فإنك لست بالمتطاول أعطاك ربك ما هويت وإنما
تلقى خلاف هواك عند مراجل تعلو المنابر كل يوم آملا
ما لست من بعدي إليه بواصل فتعيب من يعلو عليك بفضله
وتعيد في حقي مقال الباطل
قال : ومما رواه جماعة له في خادمه الصولي كوثر ، وقد سقاه وهو على بساط نرجس والبدر قد طلع ، وقد رواه بعضهم للحسين بن الضحاك الخليع ، وكان نديمه لا يفارقه :
وصف البدر حسن وجهك حتى خلت أني أراك وما أراكا
وإذا ما تنفس النرجس الغـ ـض توهمته نسيم ثناكا
خدع للمنى تعللني في ك بإشراق ذا ونكهة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشك ر لهذا وذاك؛ إذا حكياكا
ما يريد الناس من صـ ـب بمن يهوى كئيب
[ ص: 483 ] كوثر ديني ودنيا ي وسقمي وطبيبي
أعجز الناس الذي يلـ ـحى محبا في حبيب
يا نفس قد حق الحذر أين المفر من القدر ؟
كل امرئ مما يخا ف ويرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزما ن يغص يوما بالكدر