مات في ربيع الآخر سنة سبعين ومائة; واختلف في سبب موته :
[ ص: 452 ] فقيل : إنه دفع نديما له من جرف على أصول قصب قد قطع فتعلق النديم به فوقعا فدخلت قصبة في مخرجه، فماتا جميعا .
وقيل : أصابته قرحة في جوفه .
وقيل : سمته أمه الخيزران لما عزم على قتل ليعهد إلى ولده . الرشيد
وقيل : كانت أمه حاكمة مستبدة بالأمور الكبار ، وكانت المواكب تغدو إلى بابها ، فزجرهم عن ذلك ، وكلمها بكلام فج ، وقال : لئن وقف ببابك أمير . . . لأضربن عنقه; أما لك مغزل يشغلك ، أو مصحف يذكرك ، أو سبحة ؟ ! فقامت ما تعقل من الغضب ، فقيل : إنه بعث إليها بطعام مسموم ، فأطعمت منه كلبا فانتثر ، فعملت على قتله لما وعك; بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه ، وخلف سبعة بنين .
الهادي في أخيه ومن شعر لما امتنع من خلع نفسه . هارون
نصحت لهارون فرد نصيحتي وكل امرئ لا يقبل النصح نادم وأدعوه للأمر المؤلف بيننا
فيبعد عنه وهو في ذاك ظالم ولولا انتظاري منه يوما إلى غد
لعاد إلى ما قلته وهو راغم