ذكر ما نزل في ابن أبي في هذه الغزوة
روى محمد بن عمر ، عن قال : رافع بن خديج سمعت عبادة بن الصامت لابن أبي قبل أن ينزل فيه القرآن : إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك ، قال : فرأيته يلوي رأسه معرضا ، يقول عبادة : أما والله لينزلن الله تعالى في لي رأسك قرآنا يصلى به . قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير من يومه ذلك ، يقول يومئذ يعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم براحلته يريد وجهه في المسير ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث راحلته «حل حل» وهو مغذ في السير ، إذ نزل عليه الوحي . قال وزيد بن أرقم : فما هو إلا أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذه البرحاء ويعرق جبينه ، وتثقل يدا راحلته حتى ما تكاد تنقلهما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ، ورجوت أن ينزل الله تعالى تصديقي قال زيد : فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بأذني وأنا على راحلتي حتى ارتفعت من مقعدي ، ورفعها إلى السماء ، وهو يقول : وفت أذنك يا غلام ، وصدق الله حديثك . ونزلت سورة المنافقين في زيد بن أرقم ابن أبي من أولها إلى آخرها ، وجعل بعد ذلك ابن أبي إذا أحدث حدثا كان قومه هم الذين يعاقبونه ويأخذونه ويعنفونه ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن [ ص: 355 ] الخطاب حين بلغه شأنهم : «كيف ترى يا عمر ، إني والله لو قتلته يوم قلت لي : اقتله لأرعدت له آنف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته» .
قال عمر : قد والله علمت ، لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري !